الثلاثاء، أبريل 15، 2014

عبرة!



لو أقبلت من أمرى ما أدبرت، لما فعلت مثل ما فعلت، أو ربما كنت سأفعل! لا، لن أفعل؛ فما فعلته كان شنيعا. هل حقا كان كذلك؟ وهل لى أن أرى غير ذلك؟!  فما ذنب أولئك الأبرياء  في أن تُقتحم شقتهم وأن تُسرق أموالهم، وهواتفهم، وحتى كتبهم ومذكراتهم؟! ماالذي فعلوه كي يُجبروا على المبيت عند أقرانهم وهم على مقربة من الامتحانات؟! نعم فلقد كنت أنا السبب! وماذا يفيد من اعترافى الآن؟! هل هو نوع من راحة البال أطلبها باعترافى هذا! أم أنه اعتذار أضعه بين يدي أولئك الأبرياء؟ أو لعله التماس ونصيحة! وهل حقا لدي الشجاعة في أن أقدم لهم اعتذارا؟ وهل يُجدى؟
لقد طلبت من الله أن يغفر لي ذنوبا اقترفتها، ولم أكن أدري أننى سوف أقترف ذنبا جديدا عقب هذا الدعاء، بل لم أكن قد انتهيت من دعائي حتى هبطت على تلك الفكرة الشيطانية المجنونة: سأرميهما بالماء عقابا لهما!
من أنا حتى أعاقبهما على خلوة يختلينها سويا؟ إنهما لم يؤذيانى في شئ. إنهما أحرار في الجلوس في أي مكان وفي أي وقت.  أنا لست وصيا على أحد. لا بل أنا كذلك. كيف أتركهما في هذا الوقت وبهذه الطريقة، يفعلان فعلتهما اللاأخلاقية تلك؟ أين النخوة وأين المرؤة؟ أين الأمر بالمعروف وأين النهى عن المنكر؟ ولو أنى تركتهما الليلة من دون عقاب فسيأتيان غدا وبعد غد وبعد بعد! سأرميهما بالماء عقابا لهما! وسأبحث لهما عن ماء غير نظيف؛ فأمثال هؤلاء لا يستحقون ماءً نظيفا.
 وحملت الماء وخرجت إلى البلكونة وتأكدت من خلو الطريق من المارة، وممن يمكنه رؤيتى، وألقيت عليهما بالماء، فسمعت صرختها، وسمعت زمجرته ووعده ووعيده! واختفيت.
كنت على يقين من أن الأمر لن يمر بسلام، وأن شيئا سيحدث كرد فعل لما حدث. كنت أنتظر قرع الباب في أية لحظة. وكنت أدرب نفسى على رد مناسب ينفى عنى هذه الفعلة. سأقول له: لست أنا من فعل هذا، أو سأخبره بأننى قادم لتوى من العمل ولم أر شيئا، أو سأطفؤ الأنوار ولن أفتح لأحد! وراودتنى هواجس كثيرة وشكوك. وشعرت بندم على ما فعلته لتوى! هل حقا شعرت بندم؟! وهل ينفع الآن ندم!
ومرت ساعة وتبعتها ساعة فساعة، وانتصف الليل، وجاوز انتصافة بساعة، وأعقبتها ساعة فساعة، ثم جائنى اتصال!
أخبرنى جاري بأن مجموعة من البلطجية اقتحمت شقة الطلاب أسفل شقتى، وسرقت منهم كل شئ حتى كتبهم ومذكراتهم!
ماهذا؟ ماالذي حدث؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ورحت أهزي بكلمات لم أتبينها، وشعرت وكأن جبلا سقط على رأسى، وأن حماقتى تسببت في حماقة أكبر منها، وأن الأبرياء كانوا ضحية جرم لم يرتكبوه!

هناك تعليقان (2):

  1. عايز أضحك الحقيقة بس مش عارف، أنا فكرت في نفس اللي انت عملته ده بس لم تواتيني الشجاعة الكافية.. ماحدث بعد الماية ليس ذنبك بالتأكيد!

    ردحذف