أبى العام الماضي أن ينصرم من دون أن يترك لي
قضية أظل في تفكير دائم لأعرف لها سببا أو أجد لها منطقا. فقد قدر لى وقت
الاستفتاء على الدستور أن أصطحب صحفيا ألمانيا يعمل في جريدة ألمانية مشهورة، وقد
حاولنا أن نستطلع جميع الآراء والاتجاهات على الساحة السياسة المصرية، فالتقينا
بأساتذة جامعيين، وبأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، ومن السلفيين، و الجهاديين،
والجمعية الشرعية، ومن الأقباط، وممن هم ضد مرسى وجماعته، وممن هم مع مرسى
وجماعته، وممن هم لا معى مرسى ولا ضده ولكنهم مع الاستقرار المنشود. إلا أن أغرب
من قابلناهم كان ذلك المحامي الذي يسكن في الطابق الخامس في عمارة تطل مباشرة على
ميدان التحرير.
أخبرنا ذلك الرجل الذي يقف على أعتاب عقده
السادس أنه شاهد كل أحداث الثورة منذ بدايتها وحتى الآن، وأنه أبدا ما رحب بتلك
الثورة التى ما برح أن يصفها بثورة الخراب والدمار، وأنه كفى بتلك الثورة إثما أن
أتت بالإسلاميين والإرهابيين للحكم. وعلى الرغم من أنه كان يساعد المعتصمين في
الميدان أثناء الثورة؛ إلا أنه ما فعل ذلك إلا من قبيل الدوافع الإنسانية. ولما
سألناه عن أسعد اللحظات التى عاشها منذ الثورة، أجاب بأنها تلك اللحظات التى كان
يرى فيها الجيش وهو يسحل المتظاهرين ويحرق خيامهم!
كل ما مضى أراه شيئا عاديا، وأسمعه كثيرا من
أعداء الثورة وكارهيها، أما الأمر الذي لم أجد له تفسيرا هو إجابته على سؤالنا عن
رأيه في الاعتصام الذي ينظمة معارضي الدستور والرئيس! وهو السؤال الذي لم يتردد
لحظة في الإجابة عليه بأنه معه ويدعمه بكل ما أوتى من قوة حتى لو استمر لعشر سنوات!
وهنا بادرناه بقولنا، أو ليس في ذلك تناقضا! ولم نسمع منه رد!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق