الخميس، يناير 10، 2013

الربيع العربي في برلين 92



وعند مدخل الغابة الذي اعترضته قوائم حديدية لمنع السيارات من الدخول، وجدنا لافتة تشير عن إمكانية تأجير دراجات، فلما سألنا عن الثمن قيل لنا بأنه 12 يورو!

وتركنا فكرة تأجير الدراجات لنسير على أقدامنا وسط أشجار عالية مهيبة، وصل ارتفاعها في بعض الأحيان إلى 30 مترا، حاجبة لأشعة الشمس وضوءها من الوصول إلينا. وتوقفنا عند أول استراحة مكشوفة قابلتنا، فارتمى أندريه على الأرض يريد أن يختلس ولو دقائق معدودة يغمض فيها عينيه، وصليت مع عبد الله الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم أخرجت ترمس الشاي الصغير وتناوبنا جميعنا الشرب منه، ولا أدري لماذا سألت ليلى أرمانيوس ذلك السؤال في ذلك الوقت، هل وحشة المكان أوحت لي به، أم أنه جاء من قبيل الدردشة؟

قلت لها: هل تشعرين في برلين بالخوف؟! وكان جوابها بأن برلين مثلها مثل كل المدن الكبيرة تحدث فيها جرائم من وقت لآخر خصوصا مع دخول الليل، وغالبا ما يكون ذلك في أيام نهاية الأسبوع، حيث يشرب الشباب كثيرا من الخمور والمسكرات، ثم أخذت تعدد لنا مجموعة من الجرائم التى حدثت مؤخرا فقالت:

 "منذ أسبوعين تقريبا شهد ميدان أليكسانر بلاتس حادثة ضرب واعتداء أدت لمقتل شاب يبلغ من العمر 20 عاما، وهذه الحادثة تصدرت عناوين وسائل الإعلام المختلفة. ومازالت حتى الآن قوات الشرطة تبحث عن المشتبه بهم والذي يقدر عددهم بسبعة أشخاص. وهنا تدخل أحدنا بسؤالها: وما هو السبب الذي جعل أولئك الشباب يفعلون فعلتهم المشينة تلك؟! وقالت ليلى بأن السبب غير معروف؛ فالشهود يؤكدون أن المجنى عليه كان مسالما، ثم واصلت كلامهما متأثرة بما ترويه: لقد أسقطو الشاب على الأرض وقاموا بدهس رأسه بأرجلهم مما أدي إلى وفاته في اليوم التالي من نقله إلى المستشفى!"

وسكت الجميع، وقلت لنفسي ليتنى لم أسألها ذلك السؤال، فما الجدوى منه سوى معرفة أشياء قد يضر التفكير فيها أكثر مما ينفع، ثم  قلت لها: ولكن هذا حادث عادي يحدث في كل بلاد الدنيا، فقالت: ولكن قبل وقوع هذا الحادث بأيام قليلة، أطلق مجهولون النار على شاب يبلغ من العمر 23 عاما في منطقة لا تبعد كثيرا عن ميدان أليكساندر بلاتس، وهو يتعافى الآن بعد أن خضع لعملية جراحية طارئة. وخلال نفس الفترة أيضا وفي محطة مترو حاول مجهولون خنق أحد مشجعي كرة القدم المعروفين لولا أن امتدت إليه أيادي المنقذون لتنقذه!
واتصلت مها الأردنية بليلى أرمانيوس لتنقذنا من هذا الحديث المرعب، وتخبرنا بأنها ومعها بعضا من زملائنا في طريقهم إلى الغابة وتريد أن تعرف أي الطرق ينبغى أن تسلك!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق