الأربعاء 19 سبتمبر
استجابة لرغبة السيدة كارين جوته، في أن نتواجد مبكرين
قبل التاسعة والنصف من صباح اليوم حتى نتمكن من الحديث مع وسائل الإعلام المختلفة
التى ستتواجد قبل بدء فعاليات هذا اليوم، وهو اليوم الذي ذكر في البرنامج تحت
عنوان "يوم الإعلام"؛ ففي بدايته سنلتقي بأساتذة للإعلام وصحافيين،
ومراسلين، وإذاعيين، وفي منتصفه سنذهب لحضور المؤتمر الصحفي للحكومة، وفي نهايته سنقوم
بزيارة لمقر تليفزيون الدويتش فيله. واستجابة لتلك الرغبة حرصنا (منى حجازي،ومنة
جاد، وعبد الرحيم، وأندريه، وأنا) على أن نكون أول الحاضرين. وحرصت كذلك على أن
أرتدي أفضل ا عندي، فهذه الفرصة ربما لا تتكرر مرة أخرى، وعلىّ أن أحسن
استغلالها، فمن يدرى لعل الحظ يفتح لي بابا ظل طوال الوقت مغلقا، أو لعلي أجد فرصتى
التى تبحث عنى!
ووجدنا أنفسنا أول الواصلين في قاعة اجتماعات مستديرة،
بدت أكبر من تلك القاعات التى اجتمعنا فيها سابقا، فبها مائدة كبيرة بيضاوية، تدور
حول مائدة أصغر منها، وكراسي كثيرة اصطفت بجوار الحائط خلف المائدتين، وبالقاعة بلكونة
علوية فيما يبدوا أنها للصحافيين والإعلاميين. وما أن وضعت حقيبتى على أحد مقاعد
المائدة الكبيرة حتى رأيت سيدة تحمل في يدها ميكروفونا مكتوب عليه "راديو
الدويتش فيلة" فرحبت بها وعرفتها بنفسى وتعرفت كذلك على منى حجازي، ثم
استأذنتنا في أن تجري معنا حوارا، وبدأت بمنى التى عرفت نفسها بأنها مصرية تعيش في
الأسكندرية وتعمل في مكتبتها، ثم سألتها السيدة عما إذا كانت قد شاركت في مظاهرات
التحرير أيام الثورة أم لا؟ فأجابت منى بأنها لم تذهب إلى التحرير في ذلك الوقت،
ولكنها كانت مؤيدة وداعمة لتلك التظاهرات، ثم استدارت السيدة نحوي وسألتنى عما إذا
كنت أعيش في الأسكندرية كذلك؟ فأجبتها بأنني أسكن بالقرب من القاهرة، بعد ذلك سألتنى
عن انطباعي عن برلين وما تعلمته فيها منذ وصولى وحتى الآن. وقلت لها بأن مدة
إقامتى في برلين لم تتجاوزالعشرة أيام بعد، إلا أننى تعلمت أشياءا كثيرة أهمها تلك
التى تتعلق بالبرلمان الألماني، وكيفية العمل فيه، وذكرت لها رأيي في أن
الديمقراطية عملية صعبة ومعقدة، وتحتاج إلى مال، وجهد، ووقت. وأن الدكتاتورية لا
شك أنها أسهل منها بكثير، وأنه ليس بالسهولة أن نقوم بتطبيق هذه الديمقراطية في بلادنا،
فأعوام كثيرة مضت مورست علينا فيها الدكتاتورية حتى كدنا نعشقها!! ونظرت خلفي فإذا
بالقاعة وقد امتلأت بالحضور، وأخذ كل واحد مكانه، واستأذنت لأجلس حيث حقيبتي، وعند
الباب التقيت برجل بدت عليه الملامح المصرية، ليلقي على السلام ويعرف نفسه بأنه
"مازن حسن" مراسل الأهرام في برلين، ثم أعطاني الكارت التعريفي الخاص
به، واستأذن مني فقد حان موعد بداية اللقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق