وقبل أن نودع هذا المبنى بقى لي أن أذكر شيئا ربما ليس
من الأهمية بمكان أن يذكر هنا، ولكنه أعجبنى وأعجب الكثيرون مثلى فلا داعى أن
أغفله: إنه ذلك الأسانسير العجيب الذي لا يتوقف أبدا عن الصعود والنزول، ومن يريد
أن يصعد به فعليه أن يقفز فيه بسرعة، وعليه أيضا أن يفعل ذلك إذا أراد النزول، فهو
أسانسير من دون باب، وأيضا من دون أرقام للضغط عليها، ورأيته بسيطا وعمليا، ويساعد
على ممارسة الرياضة... شاهدنا هذا الأسانسير من قبل عندما زرنا مقر وزارة الخارجية
الألمانية، ولما شاهدته اليوم قررت أن أستخدمه فصعدت فيه ونزلت منه عدة مرات!
وخرجنا من الأرشيف لنجد أنفسنا أمام ممر فسيح قطعناه إلى
نهايته حتى وصلنا إلى الأتوبيس فركبناه لنذهب به حيث جامعة "هومبولدت"،
وبينما فضلت هبة المصرية ومعها كل من مها الأردنية، وأروى التونسية أن يذهبن
لمشاهدة متحف يضم محتويات الاشتازي، اعتذر كل من رامز وعبد الله من السيدة كارين
جوته فهما لا يرغبان في مشاهدة الفيلم الذي سيعرض في مسرح الجامعة في السابعة
والنصف مساء، معللين ذلك بأنهما قد شاهداه من قبل. وحاول رامز التأثير علينا
"أحمد مسعد، وأنا" كي نعتذر أيضا عن حضور الفيلم، إلا أننا وجدنا في هذا
الاعتذار إحراجا للسيدة كارين جوته، وتقليلا من شأن اختيارها؛ صحيح أنه كما قال
رامز، كان ينبغى على معدّي البرنامج أن يشركونا في اختيار الأفلام التى سنشاهدها،
حتى لا نجد أنفسنا مجبرين على مشاهدة ما لا نريد، وحتى نضمن أن تخلو هذه الأفلام
من المشاهد الجنسية، لا سيما وأن معنا في المجموعة فتيات. ولم أجد فيما ذكره رامز
من مبررات كفيل بأن أترك مشاهدة الفيلم، فهم لم يستشيروننا فيما مضى من لقاءات ومحاضرات
و زيارات، فكيف لهم أن يشركونا في اختيار هذا الفيلم. وأما بخصوص المشاهد الجنسية؛
فأنا على قناعة تامة بضرورة وجود الرقابة الذاتية، التى بها يغض الإنسان طرفه إذا
ما رأى مشهدا غير مقبولا.
وحتى لو كان إصرار
رامز على عدم حضور الفيلم سببه الجوع الذي أحل به، فالقائمون على البرنامج لم
ينسوا هذا الأمر كذلك، فقدموا لنا بوفيها مفتوحا رصت عليه كثير من الفاكهة
والمشروبات وبعض من المخبوزات الخفيفة، حتى أننا لم نكتفي بما أكلناه منها، بل بلغ
بنا حد السفالة أن نحمل في حقائبنا ما استطعنا حمله من عصائر وفاكهة. واستطعنا أخيرا إثناء رامز عن اعتذاره فبقي معنا
على غير اختيار، وقبل أن يبدأ الفيلم تقابلنا مع السيدة "شينكل برج"
فأعطت كل واحد منا المائتي يورو المتبقية لنا من مصروفات. ثم أطفئت أنوار المسرح
إيذانا ببدء عرض الفيلم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق