الاثنين، يناير 21، 2013

الربيع العربي في برلين 102




وواصل السيد جريم حديثه بقوله: " وقد كان جدار برلين عبارة عن عدد من الحواجز تحول دون مرور كل أنواع السيارات بغض النظر فيما إن كان راكابيها من الفارين أم كانوا من الجنود. وبينما كان حراس الحدود في ألمانيا الشرقية يسمونها "لوح ليون"، كان الغرب يسميها "نجيل ستالين". وكانت الأرض تسوى وتمشط دائما حتى تظهر أقدام الفارين وآثارهم. ثم تطرق به الحديث بعد ذلك عن الشارع الذي كنا فيه منذ قليل فقال:- "لقد كان شارع بيرناورشتراسه مثالا حيا لانعكاسات بناء جدار برلين، من حيث تدمير المجال العمراني للمدينة وللحياة المشتركة للسكان، وكذلك تقسيم أفراد العائلة الواحدة وتشتيت شملهم. وقد شهد هذا الشارع عدة حوادث مؤلمة، فبعد يومين على وضع الأسلاك الشائكة قفز أحد جنود حراسة الحدود  ويدعى "كونراد شومان" من على الأسلاك الشائكة فالتقط له أحد المصورين الهواه صورة وهو يقفز مما جعل منه حديث الساعة وقتذاك.  وانتشرت صورة أخرى في أنحاء المعمورلسيدة تبلغ من العمر 77 عاما، وهي تحاول القفز من الطابق الأول من المبنى ، وقد تدلت ساقاها في الهواء، فقد أرادت هذه السيدة المسنة العبور إلى غرب برلين، وقد تحقق لها ذلك بفضل فرق الإغاثة في برلين الغربية، الذين مدوا بطانية للتخفيف من الصدمة عند وقوعها. ثم إن رمزية هذا الشارع ارتبطت أيضا بالحركات السلمية التي أدت إلى إحداث أول الثقوب في الجدار ليلة 10 إلى 11 نوفمبر عام 1989.
أنهى السيد جريم حديثة فاستعجلتا السيدة كارين جوته أن نجتمع في الأتوبيس على وجه من السرعة؛ فموعد زياتنا إلى متحف "اشتازي" قد اقتربت. وسألت ما هو هذا المتحف؟ فقيل لي إنه متحف به الملفات التى جمعها جهاز أمن الدولة الألماني عن مواطنى ألمانيا الشرقية، وجرى الدم في عروقي وجائني شعور ملأه الفضول لرؤية تلك الملفات وما فيها! ترى هل تكون مثل ملفات أمن الدولة المصري؟ كلا فنحن لا يشبهنا أحد!
وأمام باب المبنى القديم ذو اللون الأحمر الباهت استقبلنا السيد "رونالد يان" فرحب بنا ثم قال: اسمحوا لي أن أصطحبكم في هذه الجولة الصغيرة لأعود بكم قليلا حيث الذكريات الأليمة التى عاشها مواطنو ألمانيا الشرقية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق