الخميس، يناير 03، 2013

تلك إذا قسمة ضيزى



ما بال أقوام لا يفتؤون يتهكمون ليل نهار على من أتت بهم صناديق الديمقراطية التى صدعوا بها رؤسنا دهرا من الزمن، مصرين على نشر أخبار وإشاعات، إثمهما أكبر من نفعهما، عن ضياع الاقتصاد المصرى لا سيما بعد التصويت على الدستور بالإيجاب، مستخدمين كلمات تحمل في طياتها استهزاءا فجا من قبيل " إستكرارار"، ثم عاقدين مقارنات بين من يديرون شؤون البلاد اليوم من الإسلاميين وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في صفاته، وأخلاقه، ومن ثم في تعامله مع المعارضين له، ناسيين أو متناسيين أو ربما جاهلين بمعرفة تلك الصفات التى كان يتحلى بها معارضوه عليه الصلاة والسلام كذلك! بل والأدهي والأمّر أن أولئك الذين يؤكدون على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان أبدا شتاما ولا لعانا، هم أنفسهم الذين يلمزون ويهمزون الناس بالألقاب، فمنهم من ينادي مخالفيه بالخرفان والقطعان، ومنهم من يصفهم بتجار الدين ومدعى التدين! فحقا تلك إذاً قسمة ضيزى!

مفهومي للمعارضة الحقيقية المحترمة صاحبة النقد البناء باختصار نابع من ذلك الموقف الذي عارض فيه الصحابي الجليل الحباب بن المنذر بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغورت، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه، فملئ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية.

أما مفهومي عن المعارضة التى ابتلينا بها اليوم فهو مثل ذلك الرجل الذي اعترض على بن أبي طالب يسأله عن ظلم الحكام في عصره مقارنة بالعدل الذي عاشه الناس في عهد أبي بكر وعمر رضى الله عنهما فقال له على بن أبي طالب: "كنا نحن رعية عمر وأبو بكر فكانوا هم كذلك، وأما الآن فنحن كذلك لأنكم رعيتنا"!

والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق