الإثنين
17 سبتمبر
مع عبد الرحيم
ومنى حجازي سرت حتى أخذنا القطار من محطة "أوستبانهوف" ليصل بنا إلى
المحطة الرئيسية ومنها إلى مبنى باول لوبا، وفي الطريق تذكرنا أحداث يومين انقضيا
سريعا من دون محاضرات عن السياسة ومن دون حديث عن الديمقراطية، وما أعجل تلك
الأيام وأسرعها!
واليوم وكما أخبرونا،
وكما قرأت في الجدول سيكون يوم "المنح"، أو إن شئت فقل هو يوم "منظمات
المجتمع المدنى التى تقدم المنح والتى تنفق على المشروعات". ولا أنكر أنني ما
إن وقعت عيناي صباح اليوم على كلمة "منح" حتى بحثت عن أفضل بدلة وأشيك كرافته
لأرتديهما، وسألت عبد الرحيم أن يعطينى رأيه فيما أرتديه؛ فلعل الحظ المتعثر تنفك
عقده هذا اليوم، وتصيبنى نفحة المنح، أو عطية المنظمات؛ فطالما سمعت أن تلك
المنظمات تعطي عطاء من لا يخشى الفقر!
وقرأت في الجدول
أيضا أن لقاءات اليوم كله ستكون مع تلك المنظمات التى عدّوها لنا ستة منظمات، مقسمة
على فترتين، فترة صباحية نلتقي فيها بثلاثة منظمات هي:-
1- هانس زايدل اشتيفتونج
(Hans-Seidel-Stiftung)
2- فريدريش إيربيرت
اشتيفتونج ( Friedrich- Erbert-Stiftung)
3- كونراد أديناور اشتيفتونج ( Konrad-Adenaur-Stiftung)
وفترة مسائية تكون
بعد أن نتناول طعام الغداء مباشرة ونلتقي فيها بثلاثة منظمات أخرى هي :-
1- روزا لوكسمبورج
اشتيفتونج (Rosa-luxemburg-Stiftung)
2- فريدريش ناومان اشتيفتونج ( Friedrich-Nauman-Stiftung)
3- هاينريش بول اشتيفتونج ( Heinrich-Boell-Stiftung)
ودخلت القاعة
بعقل مفتوح وقلب منشرح، وقدمت كل منظمة من منظمات الفترة الصباحية نفسها، وعرضت
لنا كذلك مقتطفات من مشاريعها وأهدافها ثم خيرونا- اللهم اجعله خير- أن تختار كل
مجموعة منا -لا تقل عن ثمانية ولا تزيد عن عشرة- منظمة من هذه المنظمات، لتتناقش
حول موضوع حددوه لنا سلفا، واخترت موضوعا تحت عنوان " المساواة وحقوق
المرأة".
وفي قاعة غير
التى كنا فيها التقينا بسيدة عجوز في السن، شباب فى الروح، عرفت نفسها بأنها
الدكتورة كارليس أبماير وتحدثت قليلا عن منظمة "كونراد أديناور" فقالت:-
"إن الحرية والعدالة والتضامن هي المبادئ الأساسية التي يقوم عليها عمل
مؤسسة كونراد اديناور، والتى ترتبط بشكل وثيق مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي في
ألمانيا (الحزب المسيحي الديمقراطي). وتعود تسمية المنظمة
للمستشار الأول لجمهورية ألمانيا الاتحادية السيد/ كونراد أديناور. وتعمل المنظمة من
أجل أن يعيش الناس حياتهم الذاتية بحرية وكرامة، ومن أجل مساهمة ذات قيمة لمساعدة ألمانيا
في تحمل مسؤوليتها المتزايدة تجاه العالم، بالإضافة إلى تشجيع
الناس على تقديم يد المساعدة لتشكيل مستقبلهم على هذا المنوال عن طريق مكاتبنا ومشاريعنا
التي يبلغ تعدادها أكثر من سبعين مكتبا تغطي أكثر من 120 بلدا منها: الأردن والعراق
وسوريا ولبنان. ثم طلبت أن يعرف كل واحد منا نفسه.
ودار نقاش حول
موضوع الحجاب لا أذكر منه سوى إجابة أريج على سؤال الدكتورة كارليس حينما سألتها:
لماذا أراك ترتدين هذا الحجاب؟ فكانت إجابة أريج كالتالى: إننى لا أرتديه كنوع من
الدعاية السياسية، ولا كنوع من التفاخر والاستعلاء، فقط أرتديه لأن دينى يأمرني
بذلك". ساعتها طلب أحمد مسعد أن يشارك في الحوار، فلما أعطي الكلمة رأيته وقد
احتدت نبرة صوته ليقول: "عفوا، فإننى أرانا وقد تركنا قضايا أساسية لننشغل بقضايا
أخرى فرعية، إن قضيتنا الأولى هي الديمقراطية، الديمقراطية وفقط، فإذا كانت عندنا
الديمقراطية انحلت كل مشاكلنا، وانفكت كل عقدنا"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق