الثلاثاء
18 سبتمبر
"ياسواق
يا ترياس، زيد السرعة في الفيتاس" بهذه الأغنية الفلكلورية التونسية التى
علمنيها غسان ومعناها : أيها السائق الأعزب، عليك بزيادة السرعة" بدأنا يوما
جديدا، فلما اكتمل العدد انطلق بنا الأتوبيس من أمام البيت متجها نحو الماضي
والذكريات، نحو الدكتاتورية الثانية، نحو ألمانيا الشرقية!
وتوقف
الأتوبيس أمام مبنى "المؤسسة الألمانية لإعادة التأهيل" لنلتقي بالدكتور
أورلش ميلرت الذي رحب بنا بشدة ثم قام بتعريف المؤسسة بقوله: " هذه المؤسسة
التى تم إنشاؤها بعد الوحدة بين الألمانيتين الشرقية والغربية لتكون بمثابة إعادة
لتأهيل المتضررين من الدكتاتورية الشرقية، وكذلك لتقديم المعلومات والمنشورات مع
تنظيم ورش العمل والمؤتمرات والمقابلات بحضور شهود العيان الذين عاصروا تلك الحقبة،
كما تهتم المؤسسة بالمساهمة في بناء النصب التذكارية، والمتاحف، والجمعيات
التاريخية التى تذكر دوما بالديكتاتورية وضحاياها. ثم ذكر الدكتور ميلرت بأن لدي
المؤسسة مكتبة خاصة وأرشيفا كبيرا يزخر بالوثائق والكتب والأفلام التى تركز على
المعارضة والمقاومة التى قام بها معارضي ألمانيا الشرقية، إضافة إلى قاعة كبيرة
مجهزة تجهيزا جيدا لعرض تلك الأفلام الوثائقية للجمهور. ثم ذكر بأن المؤسسة توفر
الدعم المالي في شكل منح لتمويل المشاريع، والدراسات التى تتعلق بعمل المؤسسة وأنشطتها. ثم قام بعد ذلك بعرض
فيلم وثائقي تحت عنوان" الثورة والوحدة" تحدث عن الأيام الأخيرة لألمانيا
الشرقية، وقد نمت في منتصفه!
ما هذا النوم الذي صار يداهمنى في كل محاضرة، ويحاصرني
عند كل اجتماع، إننا ما نزال في بداية اليوم، وأمامنا الكثير من الزيارات
والمحاضرات، ترى ما السبب إذن، هل هو قلة النوم؟ أم أنه الملل من المحاضر
والمحاضرة؟ أم أن السبب في هذه القاعة المغلقة والإضاءة الباهتة؟ وهل هذا النوم
اختصنى وحدي أم أن هناك غيرى قد أصابه ما أصابنى؟! ترى ما العمل؟!
وانتبهت على هرج ومرج، فالجميع قد اتجهو نحو الأرفف التى
وضعت عليها مجموعات من الكتب والسي ديهات وأخذ كل واحد يضع في حقيبته ما طالته يداه،
وما أعجبه عنوانه أو جذبه شكله، أو لمجرد أن رأى زميله يفعل ذلك، حتى خوت المكتبة
على عروشها، ونفذت الكتب عن آخرها! ترى أحقا سنقرأ ما أخذناه؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق