الثلاثاء، يناير 08، 2013

الربيع العربي في برلين 89



ومررنا من أمام محطة للأتوبيس فقلت لمنى: ماذا لو ركبنا أول أتوبيس يصل المحطة، فنذهب به إلى نهايته ثم نعود! وتأكدت من أنها أحضرت معها تذكرة المواصلات الشهرية التى أعطوها إيانا، ولما وافقت على اقتراحي، ركبنا في أول أتوبيس توقف أمامنا!

حكت لى منى عن عملها في مكتبة الإسكندرية، وكيف أنها مستمتعة به كثيرا، لا سيما وأنها متفهمة إلى حد كبير مع مديرتها الأجنبية، وكذلك مع زملائها في العمل، إلا أنها على الرغم من ذلك ستتركه لتسافر إلى الخرطوم كي تعيش مع زوجها السوداني! ترى لماذا لم يأتى معنا أحد من السودان؟ وهل هذا عن عمد أم أنه من قبيل السهو والنسيان! أو ربما لأن السودان ليس به ربيعا عربيا، وإن كان كذلك فماذا عن المغرب والأردن وفلسطين ولبنان؟!

وحكيت لها ما حدث لى بالأمس مع سائق الترام، وكيف أن الألمان قد وصل بهم حد النظام مرحلة أقرب للتعقيد منها للتسهيل، وأنهم يطبقون النظام حرفيا من دون أن يفهموا روحه، وأنهم... ولم أكد أكمل حديثى حتى سمعنا السائق ينادي " المحطة الأخيرة، الرجاء مغادرة الأتوبيس"، فقلت لها: "هيا بنا نخرج من هنا، فلا داعى أن نسمع ما لا نحب!"

وخرجنا، وعلى بعد خطوات تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة كان يقف أتوبيسا آخرا بنفس رقم الأتوبيس الذي أتينا به، وكان مفتوح بابه، فهممنا أن ندخله، لولا أن صاح السائق فينا بقوله، لا لا، ليس من هنا، من هناك ، وأشار إلى لافته لا تبعد عنه سوى خطوتين فقط! ورأيت منى تنظر إلىّ وهي تقول: لقد صدقت، فلقد وصل الألمان بنظامهم إلى حد لا يعقل. فقلت لها: بل لقد وصل النظام بالألمان إلى حد لا يمكن قبوله!!

وعلى الرغم من أننا استمتعنا كثيرا بهذه الجولة الصباحية التى جال بنا الأتوبيس ذو الطابقين في أماكن رائعة الجمال لم نرها من قبل، إلا أن لكل جمال روحه التى لم نشعر بها هنا!

وعدنا سويا إلى البيت ننتظر ما سيقرره الجميع، واتصل عبد الله الأردني ليخبرني بأنه سيذهب مع أندريه اللبناني وليلى أرمانيوس إلى قصر شارلوتنبورج، فأخبرته بأنني أريد أن أذهب معه واتصلت كذلك بمنى وبرامز ووافقا على المجيئ معنا.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق