الجمعة، فبراير 01، 2013

الربيع العربي في برلين 108



وعند الباب التقيت برجل بدت عليه الملامح المصرية، ليلقي على السلام ويعرف نفسه بأنه "مازن حسن" مراسل الأهرام في برلين، ثم أعطاني الكارت التعريفي الخاص به، واستأذن مني فقد حان موعد بداية اللقاء.
ذهب السيد مازن ليجلس عن يمين الدكتورة كارولا ريشتر أستاذة الاتصالات الدولية بجامعة برلين الحرة. ثم عن يسارها جلست السيدة ميريام هولشتاين التى ستدير الحوار وهي صحافية من مجلة " دي فيلت"، ثم عن يسارها جلس السيد ماتيس شبيلكام والذي يعمل كمراسل حر.

وبدأ اللقاء، والحق يقال أني لم أكن خالى الذهن كي أستمع لما يقوله المحاضرون، فقد شغلنى عنهم وجود مراسلين من التليفزيون الألماني خارج القاعة، لذا قررت الخروج لأتحسس الوضع، فرأيت غسان يتحدث للكاميرا، ووجدت مها الأردنية تنتظر دورها، ووقفت قليلا يحدوني أمل في أن يطلب أحدهم مني حديثا، فلم يفعل، لذا عدت إلى القاعة غير عابئ بما يقوله المحاضرون، ومر بي وقت، لا أدرى أطال أم قصر حتى نظرت فإذا بالسيدة كارين جوته تشير إلىّ بأن أخرج لأتحدث إلى الكاميرا. وعلى الفور خرجت فإذا بغسان قد أنهى حديثه، وبمها الأردنية تقف في مكانه.
حاولت أن أبدو هادئا، فلا داعي للتوتر الذي قد يؤثر على حديثى، واقتربت  قليلا من الكاميرا كي أسترق السمع، فربما عرفت إلى أين تتجه الأسئلة، وما أن اقتربت حتى تذكرت كاميرتى، أين كاميرتى، والتفت حولى فوجدت علاء الفلسطينى يهم بدخول القاعة، فسألته أن يسجل لي ما أقول، فلا ينبغي أبدا أن يمر هذا الحديث من دون تسجيل. واعتذر علاء معللا بأنه يريد أن يستمع لما يقوله المحاضرون، فرجوته أن يخبر رامز أن يأتى بكاميرته ليسجل لى حواري هذا، وخرج رامز ليخبرني بأن كاميرته قد فرغ شحنها، وسمعت المخرجة تناديني!
يا إلهى ما هذا الحظ المتعثر، الذي يأبى دائما أن يجمع لى الأمور كي تكتمل! ما هذا الحظ الذي يتلذذ دوما من معاندتي! وذكرني موقفي هذا بمشهد رأيته في قريتى عندما ممرت ذات مرة بإحدى النساء وهي تعنف ابنها لأنه يلعب في الطين، وقد ساءها ما رأته من اتساخ ملابسه، فأخذت في توبيخة تقول :" حرام عليك يابني! لو لقينا فلوس نشتري بها إريال، مش ها نلاقي الصحة اللي نغسل بيها، ولو لقينا الصحة مش ها نلاقى الإريال"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق