السبت، فبراير 09، 2013

الربيع العربي في برلين 113




وبعد الغداء انتقلنا إلى مبنى فخم، جميع حوائطة من الزجاج الأزرق، ويتوسطه فناء كبير، أكدت علينا فيه السيدة كارين جوته أن نلتزم جميعا الصمت وعدم التقاط الصور بداخل القاعة التى سيعقد فيها المؤتمر الصحفي للبرلمان الألماني والحكومة الألمانية، وعرفت أننا بصدد حضور حدث مهم!
وبالفعل، فقد دخلنا قاعة كبيرة امتلأت بالمقاعد التى اصطفت أمام منصة كبيرة بعرض القاعة، وقمت بعدّ الجالسين عليها فوجدتهم  سبعة رجال وثلاث سيدات بينهم وزيرين من وزراء الحكومة. ودارت أسئلة الصحافيين في مجملها عن ما تم إقراره اليوم من قرارات في البرلمان الألماني، ولفت انتباهي وجود مراسل الأهرام السيد مازن حسن يجلس وحيدا يدون الأسئلة التى يطرحها زملاؤه من الصحافيين ثم قام هو بطرح سؤاله كي يعرف رأي البرلمان الألماني في التصريحات التى قالها الدكتور مرسي حول التظاهرات الأخيرة ضد الفيلم المسيئ! وتساءلت: ألهذا الحد سبب هذا الفيلم صداعا للأوروبيين وعلى رأسهم الألمان وساساتهم، وهل جاء هذا الصداع ردا على هذا الفيلم أم  ردا على التظاهرات؟!  ثم قال أحدهم بأن البرلمان الألماني يبحث تداعيات هذا الأمر وخصوصا في تلك الدعوات التي تطالب بعرض هذا الفيلم في بعض المدن الألمانية.
وعلى الرغم من أن السيدة كارين جوته قد حذرتنا جميعا من أن يتأخر أحد عن موعد بدء هذ اللقاء، وأنه من الأفضل والأولى بمن يأتى متأخرا ألا يدخل القاعة، وأن عليه الانتظار خارجها حتى لا يسبب دخوله إزعاجا للحضور، لا سيما وأن هذا المؤتمر الصحفي تتناقله وسائل الإعلام على الهواء مباشرة، إلا أنها فوجئت بأحمد مسعد ومها التونسية يطرقان الباب الزجاجي ويدخلان منه، وبعد أن انتهى اللقاء اقتربت منها إحدى المسئولات عن القاعة ويبدوا أنها بدأت تلومها، أما انا فاقتربت من مراسل الأهرام السيد مازن حسن فتحدثنا قليلا وأخبرني بأن السفارة المصرية ستقيم احتفالا يوم الإثنين القادم بمقر السفارة المصرية ببرلين احتفالا بإتمام مراسم تسلم السفير المصري الجديد منصبه، وقلت له بأن السفير المصري قد أعطانا تليفونه الأسبوع الماضي عندما التقينا به في الحفل الذي حضره رئيس البرلمان الألماني، وقد دعانا كذلك لزيارته. وقام السيد مازن بالاتصال بمساعد السفيرالمصري الذي تحدث معي قليلا مبديا رغبته في حضورنا لهذا الاحتفال الذي سيكون في تمام الساعة الرابعة يوم الإثنين القادم، وأوصاني أن أخبر زملائي المصريين بالموعد.
وعلى عجل خرجنا من هذا المبنى لنستقل المترو متجهين نحو مبنى إذاعة وتليفزيون صوت ألمانيا، وعند بابه استقبلنا رجل بدت عليه علامات كبر السن، والتى تتمثل في تجاعيد الوجه، وتغلب الشعر الأبيض في كثرته على الشعر الأسود، واستقبلتنا كذلك فتاة شابة غلبت عليها الملامح الشرقية، حتى ظننتها تتحدث العربية، ولم تكن كذلك، وصعدنا عدة درجات خلفهما حتى دخلنا في قاعة كبيرة مستطيلة قام فيها ذلك الرجل بعرض فيلم عن تاريخ إذاعة صوت ألمانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق