الاثنين، فبراير 18، 2013

الربيع العربي في برلين 121




وأمام باب المعبد اليهودي وقفنا قليلا ننتظر اكتمال المجموعة كي ندخل سويا، ولاحظت أن عددا من رجال الأمن المسلحين يترجلون أمام المبنى ذهابا وإيابا، ويرقبوننا، ووقعت عيناي على خمسة عشرة كتلة إسمنتية رصت بطريقة محاذية وقريبة من بعضها البعض، وقد ربط بينها بسلاسل حديدة علقت فيها لوحات معدنية صغيرة ومكتوب عليها "كاديما"، ولم أعرف إذا كان المقصود بهذه الكلمة حزب كاديما في إسرائيل أم أن لها معنا آخر. ثم مررنا من جهاز لفحصل الجسم كالذي يوجد في المطارات والمنشئات الهامة، ولم تدهشنى كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة والتى لم أر لها مثيلا منذ أن وطأت قدماي أرض برلين، حتى في البرلمان الألماني وكذلك في وزارة الخارجية لم نرى مثل هذه الإجراءات الأمنية المبالغ فيها. ولم يدهشنى كل هذا، فإن من حقهم أن يؤمنوا منشئاتهم بأي وسيلة وبأي كيفية، لاسيما وأن جرائمهم في فلسطين، والخوف من الثأر منهم يدعوهم لأكثر من ذلك، ولكن ما أدهشني بحق هو أن المرشدة التى استقبلتنا أخذتنا إلى مكان فسيح ومكشوف ولا شيئ فيه سوى بقايا من جدار قالت بأنه مقدمة المعبد اليهودي الذي دمر في الحرب العالمية الثانية. وتساءلت: كل هذا التأمين والحراسة -ومن المؤكد أيضا أن هناك كاميرات ترقبنا- كل هذا من أجل حماية هذا الجدار؟!
أما المرشدة التى بلاشك أنها يهودية؛ فوجهها ذو الملامح الشرقية، وجسدها النحيف مع ملابسها القديمة وصوتها الخفيض علامات كونت لدي هذه الفكرة، فقد بدأت مباشرة في الحديث عن اليهود وعن تاريخهم في ألمانيا قبل الحرب وبعدها فقالت:-
"وصل تعداد السكان اليهود في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية  إلى حوالي نصف مليون  شخص. وشكُلت حينها هذه النسبة أقل من واحد بالمائة من إجمالي تعداد السكان في ألمانيا، البالغ عددهم حوالي 67 مليون شخصًا في ذلك الوقت. وقد حصل ثمانون بالمائة من اليهود في ألمانيا (حوالي 400000 شخص) على الجنسية الألمانية. أما الباقون فقد كانوا في الغالب يهودًا ذوي جنسية بولندية، وُلد كثير منهم في ألمانيا وحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا. وكان حوالي 70 بالمائة من اليهود في ألمانيا يعيشون في مناطق حضرية. تركز معظمهم  في أكبر 10 مدن ألمانية مثل:  برلين (حوالي 160000 شخص)، و فرانكفورت (حوالي 26000 شخص). وبسبب الاضطهاد الذي مارسه النازيون ضد اليهود ترك أكثر من نصف يهود ألمانيا  البلاد بين عامي 1933 و 1938 وكان بينهم فيزيائيين من أمثال ألبرت أينشتاين، وبيولوجيين مثل أوتو مايرهوف، وكتاب مثل ألفريد دوبلن وغيرهم. وأصبحت باريس ومن بعدها نيويورك مراكز الثقافة اليهودية الألمانية، وهاجر حوالي خمسين ألفا إلى فلسطين بعد الانتداب البريطاني عليها!
وواصلت المرشدة شرحها بالحديث عن المعاناة التى عاناها المجتمع اليهودي تحت الحكم النازي ورأيت من الأفضل لى أن أتجول في المكان خصوصا بعدما رأيت عبدالله الأردني وغسان التونسي يلتقطان صورا لهما في إحدى جوانبه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق