الاثنين، فبراير 04، 2013

الربيع العربي في برلين 110




وانتهى اللقاء سريعا، وأحسست أني لم أقل شيئا، وأحسست كذلك أن الرهبة والقلق قد زالتا، وأن ثقتى في نفسى تزداد، وأيقنت أنه لا يوجد شئ اسمه المستحيل!
وما أن أنهيت حديثي حتى وجدت سارة المصرية تستعد للدخول مكاني، وقد أصابتها حالة من التوتر والقلق، وأخذت أهدئ من روعتها فأخبرتها بأن معظم الأسئلة تدور حول الفيلم الأمريكي المسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتدور أيضا عن المظاهرات الغاضبة التى اجتاحت العالم الإسلامي، فسألتني وهي تتجه صوب الكاميرا: وماذا ينبغي علي قوله؟ فقلت لها: قولي ما تشعرين به، ولا تتجملى في الحديث!
ووقفت سارة أمام الكاميرا، واقتربت منها لأسمعها تقول:

" اسمي سارة أشرف، درست في المدرسة الألمانية بالقاهرة، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية فدرست فيها العلوم التربوية، وحصلت على منحة البرلمان الألماني هذه".
 ورأيت سارة وقد أخذت نفسا عميقا استعدادا لاستقبال السؤال الذي يليه:
-        ما رأيك في ردة فعل العالم الإسلامي على الفيلم الأمريكي المسيئ؟  وانتبهت فقد غيّرت المخرجة سؤالها، فلم تعد تقصر ردة الفعل على العالم العربي وحده، وأحسست أني قد فعلت شيئا، ونظرت إلى سارة التى لم تتردد لحظة لتجيب:
-        أرى أن ردة فعل العالم الإسلامي لم تخلو من العنف، لا سيما وأن الكثيرين منهم مازالو حديثى عهد بالديموقراطية وأدواتها، ولكنى أرى في المقابل أن على الجميع احترام معتقدات الآخرين وعدم الإساءة إليها.
أعجبنى كثيرا رد سارة المختصر، ولا أدري ما الذي شغلنى عن تكملة الحوار، ربما شغلنى عنه التقاطي لبعض الصور لها ولأفراد القناه، أو ربما  حرصى على العودة سريعا كي أستمع إلى ما يقوله المحاضرون، لا أدرى، ولما عدت إلى القاعة وجدتهم وقد أنهو حديثهم ليبدأ موعد طرح الأسئلة، واستمعت إلى علاء الفلسطينى الذي طرح سؤاله التالي:
أرى الإعلام دوما يتحدث عن حرية الإبداع، وأراه في المقابل لا يعدل عندما يقوم بتسليط أضواءه على الأحداث، فلماذا اكتفى الإعلام بعرض الفيلم المسيء لنبى الإسلام، ولم يهتم في المقابل بعرض الأفلام الأخرى التى تظهر الصورة الحقيقية لهذا النبى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق