الأربعاء، فبراير 27، 2013

الربيع العربي في برلين 128



 لم أكن أتخيل أبدا أن الأمر يحتاج لكل هذا الوقت حتى نعود إلى محطة الاستراحة، فساعة ونصف الساعة وقت ليس بالقليل، ولكنها إرادة الله، ودرس نتعلم منه في المستقبل، وأخيرا وجدنا علاء في انتظارنا ومعه علبة سجائر أعطاها للسائق حتى يتقي شره!
ومنذ ذلك الحين أصبح اسم علاء كلمة السر في هذا البرنامج، وأصبح كذلك مفتاحا للسمر عند صعودنا في الأتوبيس، كما أن هذا الموقف صار ينبهنا دوما قبل الانطلاق كي يتمم بعضنا على بعض، فكنت دوما أتمم على عبد الرحيم، وكان أحمد مسعد يتمم على سفيان، بينما ما يزال صدى صوت رامز يرن في أذني وهو ينادي، "علاء فين يا جماعة" ثم يصيح بعد ذلك قائلا: " يا علاااااء".
 ووصلنا إلى فندق أكاديمية زانكلمارك في الحادية عشرة مساءا ولم أتمالك نفسي حينها من الضحك، فقد تذكرت ما قاله لى هننج من أن الطريق سيستغرق أربع ساعات واثنين وثلاثيين دقيقة!  ولم يكن لنا أن نذهب إلى غرفنا كي نضع حقائبنا ونغير ملابسنا، بل ذهبنا بادئ الأمر إلى المطعم فتناولنا طعام العشاء بجفون تملؤها النوم، وأبدان أنهكها السفر، ثم استلم كل واحد منا مفتاح غرفته، وراح المكان الذي تحيط به الأشجار من كل اتجاه يسبح في عتمة تتخلها بعض الأضواء الخافتة، وراح يموج في سكون سحيق!

 الجمعة 21 سبتمبر 

كنت أود لو قمت بجولة وسط الأشجار، وعلى حافة البحيرة الصغيرة التى تحتضن الفندق الذي يبدو أن مجموعتنا وحدها هي من تسكنه، وكنت أود كذلك لو أخرج لأستنشق هواءا من النادر أن تجده في مكان آخر، ولولا تساقط الأمطار في الخارج لكنت فعلت ذلك، ولم أجد أمامي سوى أن أكتفى بتأمل هذا المشهد الرائع من خلف زجاج النافذة، ثم انكفأت على أوراقي أكتب ما حدث لنا بالأمس، وأخذني التفكير كثيرا في تفسير سلوك السائق العصبي متمنيا له شيئا من الهدوء والسكينة في هذا المكان!
وأظهرت عقارب ساعتى حلول السابعة صباحا فخرجت أوقظ عبدالله الذي لم يفصل حجرته عن حجرتي سوى ممر صغير، وأيقظت كذلك أحمد ورامز، ثم عدت إلى عبدالله ليحكي لى سبب نومه متأخرا بالأمس، والذي لم يكن سوى لكتابة مقالة له تحت عنوان "الحمد لله على نعمة مصر"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق