الخميس، فبراير 21، 2013

الربيع العربي في برلين 123



سألتنى المخرجة عن انطباعي عن هذا المعبد اليهودي، فقلت لها بأنني حزين جدا للدمار الذي حدث لهذا المعبد، فأنا أقف  ضد أي اعتداء على المقدسات الدينية، وينبغي ألا تكون هذه المقدسات أهدافا حربية، فلقد حثنا ديننا الحنيف على احترام مقدسات الغير، ونهى جنود الحرب عن قطع الأشجار وعن قتل الشيوخ والصغار وعن تدمير دور العبادة مع اختلاف توجهاتها، وهذا في أوقات الحرب فما بالنا بأوقات السلم! ثم تحدث عبدالله الأردني من بعدي فتكلم بكلام أشبه بما قلته، ولما أنهى حديثه كانت المرشدة قد انتهت هي الأخرى من شرحها فانطلقنا خارجين من المعبد اليهودي لنذهب إلى المسجد التركي.
هو مسجد غاية في الروعة والجمال، هكذا رأيته، وهكذا تحدث عنه مسئول المسجد لدى استقبالنا، فأخذ يقول:- " تم بناء هذا المسجد على أرض تابعة  لهذه المقبرة التركية التى توجد أمام المسجد، والمعروفة باسم "مقبرة الشهداء، وأشار بيدها إليها ليواصل بقوله: هذه المقبرة ظلت لفترة طويلة المقبرة الإسلامية الوحيدة في وسط أوروبا، وهي مقبرة تخضع لسيطرة الجالية التركية بالكامل. وترجع قصة هذه المقبرة إلى أواخر القرن الثامن عشر، فترتبط نشأتها بقصة أول مبعوث عثماني لدى الدولة البروسية؛ الدبلوماسي والشاعر الكبير "علي عزيز أفندي". وعند وفاته في أكتوبر من عام  1798 كانت هناك مشكلة في إيجاد مكان لائق لدفن هذه الشخصية الإسلامية الرفيعة، فقدم الملك "فريد ريش فيلهلم الثالث" قطعة من الأرض ليدفن فيها السيد على عزيز أفندي طبقا لطريقة الدفن الإسلامية.  ولم يكن لتسمية هذه المقبرة بالشهداء دليلا على دفن شهداء إحدى المعارك فيها، بل لأن المسلمين في ذلك الوقت كانوا يصفون من يموت خارج بلده بالشهيد !
ثم استدار الرجل ناحية المسجد ملوحا بيده حيث الواجهة الجميلة وقال:-
"يعد مسجد الشهداء هذا من أكبر وأفخم مساجد أوروبا، فقد استغرق بناؤه سبع سنوات ليتم افتتاحة في صيف 1999. والحق يقال بأن بناء هذا المسجد قبول في بادئ الأمر بمعارضة كبيرة من طرف السلطات الألمانية ببرلين، التي عللت رفضها بكون المسجد لا يتماشى وتعليمات البناء بألمانيا، لا سيما إنشاء القباب والمآذن الشاهقة. وقد أدت هذه المعارضة إلى توقف عمليات البناء لعدة مرات تخللها فرض غرامات مالية ضخمة جراء تلك المخالفات. ولم يصل اليأس إطلاقا إلى قلوب القائمين على هذا المبنى على الرغم  من كافة الصعوبات والعراقيل التى وضعت في طريق تحقيق حلمهم المتمثل في بناء أضخم وأجمل مسجد في أوروبا. وقد أشرف على بنائه المهندس المعماري التركي حلمي سينالب. ويسع هذا المسجد لنحو 1500 مصلى، بتكلفة إجمالية قدرها مليون ونصف يورو، معظمها جاءت عن طريق تبرعات الجالية المسلمة في ألمانيا وأوروبا  .
وأذن لصلاة الظهر فذهبنا لنتوضأ، ولا يمكننى الآن وصف تلك السعادة التى غمرتنى عندما وجدت في حمام المسجد شطافا، ذلك الشطاف الذي افتقده كثيرا منذ وصولي برلين. ترى لماذا لا يستخدم الألمان هذا الشطاف، وترى من هو أول من اخترعه، فالبتأكيد لن يكون أوروبيا!

هناك تعليق واحد:

  1. اللي لفى الشطافة في المانيا بل وفي اوربا كلها ... اكيد راجل معفن ابن ستين ف سبعين
    دا الواحد كان بيعمل مغامرات عشان يعمل شطافة :D

    Bravoooo Mohamed .... well done

    Ramez

    ردحذف