الخميس، فبراير 14، 2013

الربيع العربي في برلين 117




 ترى من الذي تقصده السيدة جوته في رجاءها، وهل من الممكن أن يكون عدم التزام البعض منا بالمواعيد سببا في عدم تكرار هذا البرنامج في الأعوام المقبلة؟ ولم أشأ أن أشغل بالي كثيرا بهذا الأمر، فلقد شلغنى لدي خروجي من باب المبنى شيئا آخر لا يقل أهمية عنه، بل إن شئت فقل كان هو الأهم في تلك اللحظة: طعام العشاء، وأخذت أفكر وأردد طعام العشاء، ماذا سنأكل؟ وانضم إلى تفكيري تفكير أحمد مسعد وكذلك علاء الفلسطينى الذي أشار علينا أن نشتري ما نود شراؤه من متجر كبير يمتاز برخص أسعاره، وانضم إلينا في المتجر كمال الفلسطينى فاقترح علينا كذلك أن نشترك جميعا في عشاء اليوم، وبدلا من أن نشتري دجاجة واحدة نشترى ثلاثة دجاجات نسهر عليهن في ليلتنا هذه، وقوبل اقتراح كمال بترحيب شديد، مع تفكير عميق، أعقبه تخيل واسع فيما سنأكله!
واشترينا من المتجر دجاجتين فقط، فأما عن الثالثة فقد تعهد كمال بإحضارها من ثلاجته التى في البيت، واستأذن علاء الفلسطينى متعللا بموعد يود اللحاق به على وعد بأن يلحق بنا قبل العشاء- وظننا أنه يتهرب من حمل ما اشتريناه، ولا أدري إن كان هذا الظن من قبيل الإثم أم أنه غير ذلك. وتركنا أحمد مسعد هو الآخر في منتصف الطريق لينزل في محطة ألكساندر بلاتس كي يشتري بلوفرا يذهب به غدا إلى مدينة زانكل مارك. وكان الحمل ثقيلا، والمسافة من محطة المترو إلى البيت طويلة، واحتملنا الحمولة ببعض الحكايات عن مصر وفلسطين، ولما وصلنا أمام البيت استكلف كمال أن يحضر إلي الدجاجة فاستوقفنى أسفل المبنى ليقذف بها من الأعلى، ولما قام بقذفها وقعت على فرع من الشجرة فكسرته، وحمدت الله أن نجاني من موت محقق!
صعدت درجات السلم بما يشبه الإعجاز حاملا معى ثلاث دجاجات مثلجات مع أربع زجاجات من العصائر والمشروبات الغازية ذات الحجم الكبير، وكذلك الخضروات والبصل والبطاطس والخبز وقليل من الفاكهة، وأقسمت أن أقتص لنفسى من أولئك المتنصلين المتنطعين، فلما جاء أحمد طلبت منه أن يقوم بإعداد مائدة الطعام، وأن يشترك مع رامز في غسل الأطباق وتنظيف المطبخ، وانضم إلينا غسان التونسى فلم نشأ أن نطلب منه شيئا يفعله فاعتبرناه ضيفا هذه المرة، وطرقت علينا مها التونسية باب الشقة فلما فتحنا لها قالت: أريد أن آكل معكم فرائحة الطعام تملؤ الشارع.
واستأذنت لأذهب إلى الانترنت بعد أن أخذت من أحمد ورامز موثقا من الله أن يتركا المطبخ نظيفا وأن يعيدا كل شئ سيرته الأولى، فأقسما لى على ذلك، وفي طريق عودتى تقابلت معهما فأخبراني بأن كل شئ على ما يرام وصعدت لأجدهما وقد تركا مها التونسية وحدها تقوم بعملية التنظيف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق