الجمعة، فبراير 22، 2013

الربيع العربي في برلين 124




والتحقت بالإمام الذي بدى عليه الاستعجال، فأدى الصلاة سريعا، ثم استدار ليلتقط مسبحته المعلقة عن يمينه، لأسمع صوتا من الخلف يصيح قائلا "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" ثم بدأ في الذكر متتبعا حركات الإمام فبدى الرجلين منسجمين مما أعطى لي انطباعا بأننا نقيم قداسا. وبعد أن انتهى الجميع من صلاتهم أخذ البعض في التقاط الصور في جنبات المسجد، والتف البعض الآخر حول مسئول المسجد الذي أخذ يصف لنا المبنى بقوله:  حرص المهندس المعماري حلمي سينالب على تبني الطابع المعماري العثماني في بناء هذا المسجد، خاصة فيما يتعلق بالنقوش على الخشب، حيث استعمل الزخارف على الأبواب من دون استخدام أي نوع من الملصقات لتثبيتها ( فن الأرابسك) الأمر الذي أضفى عليها رونقا وجمالا إضافيين. وهذه الأبواب يمكنها  أن تعمر لمدة 1500 عام. وباستثناء الرمل والحجر فقد تم جلب كل مواد البناء الأخرى من تركيا. واعتمد المهندس في بناء المسجد على الفن المعماري الإسلامي الأصيل، فواجهة المبنى مزوقة بالرخام والخزف والنوافذ والأبواب المصنوعة من خشب يزيد عمره عن المائة عام، ولا ننسى بالطبع الفسيفساء والنقوش المرصعة بالذهب، وقبل ذلك وبعده هذه القبة التى ترتفع إلى نحو 24 مترا، وهاتين المئذنتين اللتان يبلغ ارتفاعهما نحو 33 مترا.
وجلست قليلا أستمتع بملمس السجاد الأخضر الذي يغطى أرضية المسجد في تناسق بديع مع اللون الأبيض الذي يكسو الحوائط، ثم رفعت عينى لأستمتع برؤية المقرنصات (زخارف تشبه خلايا النحل· وتستعمل كعامل إنشائي للتدرج من السطح المربع إلى السطح الدائري الذي يراد إقامة القباب عليه) والنقوش والزخارف التى زينت بها القبة الكبيرة للمسجد، ثم المشاكي التى تتدلى من السقف، وكذلك الأقواس المسدودة والأعمدة والمحاريب والزجاج الملون. إنه بحق تحفة معمارية إسلامية ينبغي على برلين أن تفتخر بها!
 وبينما كنت أهيم ببصرى في أرجاء المسجد وجنباته إذا بصوت ينادي: هيا لتناول طعام الغداء، فنزلت لأجد ساندوتشات الدجاج مع أطباق من السلطة والفلافل والطحينة، فجلست بجوار أحد الشبان الأتراك الذي يدرس العلوم الإسلامية وتحدثت معه حتى حان وقت الانطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق