وانتهى اللقاء واستأذن السيد مازن حسن سريعا فهو على
موعد قد حان وقته، واقتربت مني صحافية شابة تريد أن تسألنى بعض الأسئلة، وفي الوقت
نفسه جاءتنى ليلى أرمانيوس لتخبرني بأن السيد مسئول الشئوون المصرية في البرلمان الألماني يود لو نتناول معه طعام الغداء؛
فهو يريد أن يتحدث مع المجموعة المصرية في الشأن المصرى، وانتابنتى حيرة بين
الاعتذار من الصحافية وبين التخلف عن حضور الغداء، ولكنى حاولت الجمع بينهما،
فرجوت ليلى أن تنتظرني قليلا، ورجوت الصحافية أن تسرع في سؤالى، خصوصا عندما وجدت
أن الأسئلة اقتصرت على المظاهرات الغاضبة ضد الفيلم المسيئ، وكأن العالم لا يوجد
فيه قضايا سوى هذا الفيلم وتلك التظاهرات!
وفي مطعم مبنى باول لوبا جلسنا مع الرجل الذي أراد أن
يسمع منا عن الوضع الحالى في مصر، لا سيما بعد حل مجلس الشعب وحصول الإخوان على
مقعد الرئاسة، وقلت له بأن الديمقراطية في مصر تحتاج قطعا إلى وقت طويل، وعلى
ألمانيا دور يجب أن تقوم به أراه يتمثل في دعوة السلفيين والإخوان إلى ألمانيا كي
يتعرفو على الديمقراطية، وشددت على أنه لا ينبغي أبدا أن يشعر الإخوان والسلفيون –
وبالأخص السلفيين- حال دعوتكم لهم بأنكم تقومون بتعليمهم الديمقراطية، فهم لن
يقبلوا أبدا تعليما من أحد، لذا فإذا ما أردتم منهم استجابة، فعليكم بإشعارهم أنكم
تريدونهم يتعرفوا فقط على ما تفعلوه!
وبعد الغداء انتقلنا إلى مبنى فخم، جميع حوائطة من
الزجاج الأزرق، ويتوسطه فناء كبير، أكدت علينا فيه السيدة كارين جوته أن نلتزم
جميعا الصمت وعدم التقاط الصور بداخل القاعة التى سيعقد فيها المؤتمر الصحفي
للبرلمان الألماني والحكومة الألمانية، وعرفت أننا بصدد حضور حدث مهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق