الخميس، فبراير 21، 2013

الربيع العربي في برلين 122



وواصلت المرشدة شرحها فقامت بالحديث عن معاناة المجتمع اليهودي تحت الحكم النازي، ورأيت من الأفضل لى أن أتجول في المكان خصوصا بعدما رأيت عبدالله الأردني وغسان التونسي يلتقطان صورا لهما في إحدى جوانبه!

كان عبد الله قد اختار مقعدا يستمتع فيه بدفء أشعة الشمس، التى بدا أنها تركت كل الأماكن لتستقر على المقعد الذي جلس عليه، والذي منه بدى منظر القبة التى تعلو بقايا المعبد رائعا، تلك القبة التى حملت نقوشا شرقية مذهبة أخذت تتلألأ عند مغازلة أشعة الشمس لها. وجلست معه أستمتع قليلا بأشعة الشمس حتى رأيت المرشدة يتبعها الزملاء داخل المبنى، ولما لحقت بهم سمعتها تقول: "... وفى يوم الجمعة الحادي والثلاثين من شهر أغسطس من عام 2007 افتتح هذا المعبد بعد ثلاثة سنوات من أعمال التشييد، التى كلفت الحكومة الألمانية ما يقرب من خمسة ملايين يورو.  ويعتبر هذا المعبد رمزا لاصلاح اليهودية الالمانية".
كانت المرشدة تقف أمام مجسم خشبى أبيض اللون يظهر الصورة القديمة للمعبد، وأخذت بصبرها وطول بالها في شرح المعبد تفصيليا، ولم أصبر على ذلك ففضلت أن أتجول في المكان الذي بدا لي أشبه بمتحف صغير يضم في جنباته بعضا من التحف واللوحات والتماثيل وأيضا الكثير من الأدوات التى كانت مستخدمة في المعبد القديم. وطال الوقت بنا ولا تزال المرشدة تتحدث عن المعبد، ترى ما الذي تقوله، وهل هذا المعبد يحتاج لساعة من الشرح، أم أنهم اليهود الذين يرغبون في إظهار تاريخهم وعرضه في أحسن ما يكون؟ يا ليت مرشدينا في مصر يفعلون مثل ما تفعله هذه المرشدة، يا ليتهم يتحدثون بحب عن أثار مصرنا العزيزة الغزيرة! ولم أدر ماذا أفعل، فلم تكن لدي الرغبة في سماع شئ آخر عن اليهود وعن تاريخهم المظلم في ألمانيا. لذا انضممت إلى أحمد مسعد وعبدالله الأردني اللذان رأيتهما يجلسان في زاوية من المتحف، وأخذنا نلتقط لأنفسنا صورا في جنباته، حتى اقتربت منى تلك المخرجة التى تقوم مع مساعديها بتصوير فيلم عنا وقالت: هل لك أن تتحدث إلينا قليلا! فوافقت على الفور وكالعادة طلبت من أحمد مسعد أن يصور لي هذا اللقاء!
سألتنى المخرجة عن انطباعي عن هذا المعبد اليهودي، فقلت لها بأنني حزين جدا للدمار الذي حدث لهذا المعبد، فأنا أقف بقوة ضد أي اعتداء على المقدسات الدينية، وينبغي ألا تكون هذه المقدسات أهدافا حربية، فلقد حثنا ديننا الحنيف على احترام مقدسات الغير ونهى الجنود في الحرب عن قطع الأشجار وعن قتل الشيوخ والصغار وعن تدمير دور العبادة مع اختلاف توجهاتها، وهذا في أوقات الحرب فما بالنا بأوقات السلم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق