الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

فاض الكيل!


شكراً للأحداث الكئيبة التي تمر بها مصر هذه الأيام لأنها جعلتني أعود إلى كتاب الفقه الذي درسته في الثانوية الأزهرية لأبحث في "باب القتل وكفارته". فمن كثرة ما سمعته من تخبط واستشهاد بأحاديث في غير موضعها  من غير المتخصصين وتفسير الأيات والأحاديث طبقا للأهواء جعلني أشك في ما تعلمته وما فهمته وما درسته... وأردت أن أتثبت....

... على مدى الثلاثه أيام الماضيه لم تسمع أذناي من أحاديث سوى هذين الحديثين (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)
 وقول بن عمر عندما  نظر  يومًا إلى الكعبة (ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) 


وأتساءل...
ماذا عن قول الله تعالي :-( [إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{33}] سورة المائدة .
وماذا عن قتل الزاني رجما إن كان متزوجا وجلده إن كان غير متزوج... 
ماذا عن القصاص...
ماذا عن قطع يد السارق ....

هل يمكن أن يقال يوما إن الرجل الذي ينفذ حكم الرجم أو حكم القتل أو حكم السرقه هو رجل يقتل روحا مسلمه وهي أعظم عند الله من الكعبه!!!!
ياساده لقد اختلط الحابل بالنابل وأصبحت التفاسير على الأهواء ونظر الناس لرد الفعل وتركوا الفعل ونافق الناس حتى لا يقال عليهم أنهم ضد الثورة واستشهدوا بأحاديث بعد استقطاعها وإخضاعها لأهواءهم...


إننا أصبحنا نتكلم مثل الأمريكان الذين يدافعون دوما عن الحرية العامة وعن حقوق الإنسان بينما هم من يقتلون الناس في العراق ويذبحون البشر في أفغانستان.....


إن جندي أمريكي شوهد وهو يضع قدمه على رأس أحد المتظاهرين وهو يحاول القبض عليه فانظروا ماذا كان رده، قال:-" عندما كان هذا الرجل يتظاهر فوق الرصيف كان متظاهر سلمي أما وقد تخطي ذلك الرصيف ونزل الشارع فقد صار عندي مجرما"

أرجوا الثثبت قبل الحكم... والاستشهاد بالشئ في موضعه... وعدم الاستثارة.. فالوضع لم يعد يحتمل... وفاض الكيل !!!


والله المستعان
محمد شحاتة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق