لم يعكر صفو وقوفي في البلكونة عصر أمس وقد تأهبت الشمس بتوديعنا سوى تلك السيارة الكبيرة التي ما إن هَدّأت من سرعتها أمام صندوق القمامة المكشوف دائما حتى نزل منها أو بمعني أدق قفز منها أربعة رجال كلهم في سن الشباب. قام اثنان منهم بفتح كيس كبير من القماش -نسمية عندنا في القرية "شليتة"- وهي عبارةعن جوال كبير مستطيل. وقام الأخران بإمالة الصندوق المكشوف وجرما فيه ووضعه داخل الجوال "الشليتة". وفي سرعه خاطفه قام الإثنان الأولان برفعه ووضعه في مؤخرة عربة القمامة والأخران قاما بإعادة الصندوق إلى سيرته الأولى، ثم صرخ أحدهم في السائق بأن يواصل المسيير... إن هذه بحق هي غزوة الصناديق. نعم هي غزوة الصناديق الحقيقية.. وإن هذا الأسلوب الهجومي الهمجي الحربي العدواني في جمع القمامة وإن لم يكن مقصور فقط على القمامة؛ بل ويمكن القول بأنه يصح أن يطلق على كل مناحي الحياة المصرية؛ سببه الأول والأخير من وجهة نظري هو عدم وجود رقابة حقيقية.(يمكنك أيضا استنتاج ما تراه من أسباب)
ترك الرجال الصندوق وانصرفوا مسرعين إلى صندوق أخر ووقفت أنظر إلى الصندوق الذي تم اغتصابه فوجدته مازال يحمل في ثناياه بعضا من بقايا القمامة، ووجدت بجواره أكياسا وأوراقا متناثرة لم يجد هواء العصاري الضعيف عناءا في بعثرتها وحملها إلى الحديقه كي تكون مأوى له ومستقر...
والله المستعان
محمد شحاتة
أعزائي...
ردحذفالآن يمكنكم كتابة تعليقاتكم فقد كان هناك عطلا والحمد لله تم إصلاحه.