" لو أنا راجل بخاف من الحقنة جدا ومش عاوز أخد حقن أعمل إيه؟! قلت له يبقي الدكتور يكتب لك برشام بدالها.. قالي تمام، يعني إذا فيه بديل! قلت له طبعا أكيد فيه بديل! قالي يعني لو واحد مسيحي زيي مش عاوز الشريعة الإسلامية تطبق عليه ولاعلي أولاده ولا علي قرايبه يعمل إيه؟! قلت له بس الشريعة كويسه وها تحميكم قبل ما تحمينا.. قالي ما هي الحقنة كويسه وها تشفيني، بس أنا مش بحب الحقن وبدوردايما علي البديل!!!"
كان هذا جزءا من الحوار الطويل الذي دار بيني وبين صديقي المسيحي. وقد لا حظت أثناء حديثه معي بشيء من القلق والخوف علي المستقبل. وقد حاولت مرارا وتكرارا أن أبث في قلبه شيئا من الطمأنينه وأدفع إليه عبارات من الأمل. إلا أن الكرب كان واضحا والخوف كان جليا وقال لي فيما قال:-
( المشكله الأساسيه إن كل الإسلاميين اللي بيطلعوا لنا في التلفزيون ما بيتكلموش إلا عن تطبيق الشريعة وعن الححاب وعن السياحة وبيرعبونا.. قلت له ماهي أسئلة المذيعين هي اللي كلها عن المواضيع دي؟! قالي ياعم ماهم في تونس والمغرب سألوهم نفس الأسئله بس هناك كان الرد مختلف ومطمئن...وهنا الرد دايما متلولو ومش صريح.. يعني تقدر تقولي هم ها يعملوا إيه في اللي مش محجبة؟ قلت له مش ها يعملوا حاجه دي حرية شخصية! قالي إيه هو الضامن؟"
في الحقيقة ليس عندي ضامن!! ولا أضمن علي سبيل المثال ألا يحدث تشدد تجاه المسيحيات اللاتي لن يتحجبن. وما الذي يضمن-لي وله- عدم رضوخ الإخوان للمتشددين السلفيين-طبعا بعد حصولهم على عشرين في الميه من المقاعد- من فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع كما هو الحال في السعوديه؟! مثلاً
الحوار لم ينتهي بعد، فلقد انتهزت فرصة صمت صديقي هذا وبادرته بسؤال:-
" هل تشعر بالإضطهاد لكونك مسيحي؟" قال :-" يعني هو مش إضطهاد بمعنى الإضطهاد زي الاضطهاد الإسرائيلي مثلا! قلت له أمال اضطهاد ازاي؟ قالي يعني أحيانا كتيرة بأشعر بالنظرات والأحاديث الجانبيه وشعوري إني مواطن من الدرجه التانيه وانت عارف ان مفيش حد بيجيب لنا حقنا. كنايسنا بتتهدم وبتتحرق وبنندهس بالدبابات والمدرعات وبيتقال علينا كفرة(وطبعا ها تقولي كلمة كفرة مش عيب وأنا لازم بقا أفتح القاموس علي كل كلامكم عشان أعرف إنه عيب ولا مش عيب) وبيتهمونا بأننا خونه وعملاء ومستعدين نبيع البلد في لحظه وكمان بيقولوا علينا إن عندنا أسلحه في الكنائس"!! قلت له كفايه ما تكملش!!
أرى أن الجرح عميق ولا بد من تنظيفه تنظيفا كاملا قبل وضع المراهم عليه وإلا لن يلتئم!
والله المستعان
محمد شحاتة
وهذا ما نقصده (الا اذا استمرت مثل هذه البرامج _باسم يوسف) فانها تلوث جرحنا الذى نسعى الى تنظيفه . مع العلم اننا كلما نصبر عليها كلما تشوه سمعة الاسلاميين ومن هنا تنتهى الاربعة سنوات وكمايقولون (ترجع فهيمه لعادتها القديمه( فى السجون)
ردحذف(العالم والعلماء)