الثلاثاء، ديسمبر 13، 2011

صدقتي!



امرأة شاعرة وإن لم تقل شعرا... امرأة عبقرية وإن لم تأتي بجديد... خطيبة مفوهة وإن لم تقل سجعا ولا جناسا...
هذه المرأة سمعت حوارها اليوم، وقد انتشر انتشار النار في الهشيم وأعجب الكثيرين. لا لشئ سوى أنه خرج من القلب وقام بتوصيف الأمر توصيفا جيدا وجديرا بالإحترام... إنها امرأة ريفية يبدو من كلامها أنها لم تنل قسطا وفيرا من التعليم المدني .. إلا أن تربيتها الريفية وتخرجها من جامعة الحياة العملية أكسبها تعليما ذا مذاق خاص وخبرة ندر أن توجد في من يسميهم الإعلام بالنخبة. وإدراكا للأمور تستحق عليه أوسمة ونياشين...
كانت هذة السيدة والتي تدعى سهير هي المتصلة ببرنامج على إحدي القنوات المصنفة بالإسلامية، راجية من المذيع أن يعطيها الفرصة كاملة كي تقول قصيدتها والتي وجهتها للنخبة المثقفة التي لاهمّ لها ولا هدف سوى سؤال الإسلاميين عن المايوه والبكيني والخمرة والسياحة ووو... وقد عنونتها بـعنوان "بتسألوا على إيه". وامتزجت كلماتها بدموعها التي انسابت دون تصنع أو إلحاح. ولو أنها لم تبكي لكفى لكلامها الإبكاء....
لقد قالت فيما قالت " بتسألوا على إيه تعالوا شوفوا الشباب اللي بيعانو، تعالوا شوفوا الشاب  علي ما بيروح الجامعه بيركب خمس مواصلات. وبياخد مصاريف من أبوه اللي واقف طول النهار ع البحر يبص يشوف الميه جت في البحر ولا لسة عشان يروي زرعه. أو رجليه بتتهري من المشي علي الجمعية عشان يشوف شيكارة السماد ها يلاقيها ولا لأ. ولا الست اللي بتبيع شرفها عشان مش لاقية تصرف على ولادها. ولا الأرملة اللي مش لاقيه حد يبص عليها. ولا اللي مش لاقين بيت ولا اللي..................." هذا وسأكتب لكم رابط المقال كي تدخلوا عليه لتسمعوها بأنفسكم.

وأود أن أضيف وأقول للنخبة من المثقفيين الذين لا هم لهم إلا التخويف من الإسلاميين والتهويل من كلامهم والزعر من حكمهم :- كفاكم عويلا وصراخا، كفاكم ولولة واستنطاعا، كفاكم خيبة وفشلا...
هل يامن توصفون بالنخبة ركبتم مرة قطارا ليس به أبواب ولا شبابيك تقيكم برد الشتاء بأمطاره وأوحاله؟ أو حر الصيف بأتربتة وعفاره؟ أو هل ركبتم ميكروباصا وتعاركتم مع سائقه حينما أراد أن يرفع الأسعار دون وجه حق، أو قام برفع صوت الكاسيت لدرجة لا تطاق مع أغاني لا تسمع!! أو حينما قام بالتدخين دون مراعاة لآدميتكم؟!!!


يا من توصفون بالنخبة هل تكرمتم مرة ونزلتم إلى قرية من القرى أو نجع من النجوع أو كفر من الكفور أو عزبة من العزب لتروا ما بها من مآسي وتعيشون ما بها من صعاب؟؟ إن في قريتنا يوجد بها الماء ولكن لا يوجد لها صارف... حتى أن البيوت قد عامت على بحيرة من الصرف الغير صحي....  وذهب النسوة مضطرين إلى الترعة التى امتلأت بالقمامة والجيف كي تغسل فيها مواعينها خوفا من سقوط البيوت عليهم.. حتى اضطرت الحكومة مشكورة أن تصنع لهم حنفية وحيدة يتيمة بجوار الترعة لتكون مصرفا لها، وجعلت لها اشتراكا ولتقف في الطابورمن تريد!!!!

 يامن توصفون بالنخبة وتريدون أصوات الناس دونما مشاركة لمآسيهم أقول لكم "نخبكم ها يطلع على شونه"

الرابط:- http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=nWZtyHJBK9Y#!

والله المستعان
محمد شحاتة

هناك 3 تعليقات:

  1. لقد شاهدت  الفيديو  وانا معها فى ما قالته  لان القضية  ليست متمركزة فى الخمر والمايوه 
    ولكن ايضا هم مسؤلون عن بعض هذه المخاوف ايضا تجاههم وتجاه الدين نتيجة تراكمات ماضية واختلاف الاراء  والفتاوى  - فقد ترى البعض منهم دائما عابس الوجه متشددا  وينظر  اليك عندما تسأل او تحاور او تجادل كأنك شرذمة  وهذا ليس تشميل وتعميم ولكن البعض هكذا والبعض تجد البشاشة  تملأ وجه وعيناه
    ومع حد علمى القليل انه ايام الشيخ الشعراوى رحمه الله لم يكن هذا التخوف  والفزاعة من الدين حيث كان كل شىء مبسط  ولم تكن الكثير من التناقضات  والخوف من هذا وذاك او ربما كانت  ولكن لم تكن بهذا الكم  والله اعلم 
    سورة آل عمران قوله تعالى"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"
    نيس

    ردحذف
  2. عليه الصلاة والسلام فقد كان رحيما بشوشا...وهو الذي قال : "ولا يشاد الدين أحد إلا غلبه"

    ردحذف
  3. والله صدقت

    ردحذف