الاثنين، ديسمبر 26، 2011

أحمد حرارة


نعمة البصر من النعم التي لا تضاهيها نعم أخرى، ولا يمكن تقديرها بثمن أو وزنها بميزان... ولا يستطيع وصفها إلا من حرم منها...أعرف هذا تماما لكثرة اختلاطي بمن حرموا هذه النعمة... فاصطحابي لجدي الذي فقد بصره لسنوات عديدة، علمني كيف أن فاقد البصر حياته تختلف بالكلية عمن لم يفقدوها...واصطحابي لأستاذي الذي ولد كفيفا، جعلني أحتقر عملي وتحصيل علمي بجوار عمله وعلمه... وزميل دراستي ورفيقي في حجرتي أيام الجامعة الذي فقد بصره وهو في الثانوية الأزهرية، أعطاني درسا وحافزا على مواصله العمل والجهد وعدم فقدان الأمل.. اختلاطي بهؤلاء علمني أن فاقد البصر ليله كنهاره، صبحه كمساه، لا يمييز بين الألوان، ولا يعرف للجمال جمالا، ولا للقبح قبحا... لا يمكنه إخفاء أسراراه ... ولا الإفصاح عن كل رغباته... وهو أسير من يرافقه... ويحتاج دوما إلي من يعاونه....


تذكرت كل ذلك عندما رأيت البطل الحقيقي " أحمد حرارة" بعد عودته من رحله علاج باءت بالفشل في إعادة  عينه الثانيه للإبصار... فقدان أحمد حرارة لعينيه كان  احتجاجا علي الظلم وثورة على  القهر... فقدهما وهو صابر ومحتسب... حقيقة أراه بطلا ورمزا... 

وعلي الرغم من فقدان هذا البطل لأغلى ما يملكه إنسان، فما سمعت منه سبا ولا لعنا ولا قذفا ولا طعنا.... بخلاف أناس لا هم لهم إلا السباب واللعان ولم يتعرض لهم أحد بأي أذى ولم يصبهم حتى الدوار... فهناك من فقد بصره ولم يفقد بصيرته وهناك من فقد بصيرته دون أن يفقد بصره......
شكرا لك يا بطل ...
قال عنه أحدهم "ذهبت لزيارة أحمد حرارة للرفع من روحه المعنوية لكنه هو من رفع من روحي المعنوية بالحديث معه"
هؤلاء هم الرجال وهذه هي أخلاقهم وهذه هي الثورة.. 
http://muhamadshehata.blogspot.com/ 


والله المستعان 
محمد شحاتة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق