امتدت صداقتنا أعواما عديدة، حتى توغلت العلاقة وطابت، ثم عبرت إلى نبل الأخوة. وتشعبت إلي أن وصلت إلى طريق يصعب الرجوع إلى نقطة بدايته.. كانت أفكارنا متقاربه رغم اختلاف البيئة وتباين السن والفارق الكبير في مستوى المعيشة.... ولكننا ثرنا على الظلم سويا، وحاربنا الفساد سويا، وقاومنا الاستبداد سويا، وهزمنا التوريث سويا، وانتصرنا في النهاية سويا، ثم بدأنا في البناء سويا.... حتي جاءت اللحظة أو إن شئت فسمها بالسقطه ولو أطلقت عليها الكارثه فلن تكون مبالغا!!!
في الإستفتاء سُئلنا فكانت إجابتي بنعم. وأختار هو لا. ونجحت إجابتي بفارق كبير فاتهمني ساعتها بأنني لا أجيد تقدير الأمور، وأنني جاهل بالعواقب، وهادر لحق الدماء، وباخث لثمن الحرية.... وواصلت طريقي دونما اعتراض له أو تعريض عليه. فلما لم يرى مني سوءا عاد إلى صداقتنا. واستمرت على استحياء فلم تكن الأحداث وقتها تجلب الشقاق ولا تستدعي الحراك... وجاءت الانتخابات... وأعطيت صوتي لما يسمونها بالأحزاب الإسلامية ولم يعجبه ذلك، وافتعل شجارا واتهمني بأنني رجعي وأنني متخلف وابتعد عني ولم يعد يسمع إلا ما يريد سماعه أو يرى الإ ما يريد رؤياه.... حاولت مرارا وتكرارا أن أقنعه بأنني فعلت عين الديمقراطية ...واخترت لي طريق الحرية.. وتركت أيضا طريق الحرية ... وتركت من يختار ليختار. ولم أغضب ولم أثور...
اجتمعنا تلبية لدعوى هدفها الأساسي كان الجمع بيننا وتصفية الخلاف... واتفق معي الحاضرون على أن نهج الليبرالية يقتضي بأن يقبل المرء تصرفات الآخر واخيتاراته؛ حتى وإن لم تحظى على رضاه أو أن تأتي على هواه... وركب العناد رأس صديقي الليبرالي وانسحب منطويا ومعترضا واختفى!!!
http://muhamadshehata.blogspot.com/
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق