الأحد، يونيو 09، 2013

أنا اللاديني!




في العام 2005 وبالتحديد في صيفه الملتهب، وبالتحديد أكثر في قيظ ظهيرة أحد أيامه، وكعادتي في ذلك الوقت كنت أهرب إلى أقرب إنترنت حيث التكييف المجاني، والتسكع بلا حدود في طرقات وحواري وأزقة محرك البحث جوجل أطال الله لنا في عمره. وبينما كنت أتسكع فيه إذا بي أدخل في صفحة اللادينيين والملحدين العرب. استفزنى العنوان كثيرا، واستفزني معه ما بداخل صفحته من كتابات وآراء، وظللت أتنقل في موضوعاتها وتعليقاتها حتى أغلق جهاز التكييف!   
كان أشد ما استفزني في هذا الموضوع - وقتها - هو تفنن الكتاب في هذه الصفحة في اختراع وإظهار تناقضات الكتب السماوية الثلاث (التوراة، والإنجيل، والقرآن)، وافتخارهم بأنهم قد أًتو بما لم يأت به أحد من قبل، وأنهم يدعون الآخرين ليصروا مثلهم لا دينيين! ( فأنت لا ديني بمعنى أنك ليس لديك ما تدعو إليه، فكيف تدعو لا لشئ؟!)
ومضت الأيام... ومعها السنون وأخذت اللادينية في الانتشار وازداد أعداد المنتسبين إليها والمروجين لها، وخصوصا في المجتمعات العربية المنغلقة على نفسها مثل: السعودية، ودول الخليج الأخرى. وإن كنت لا أعجب كثيرا لوجود هذه الظاهرة في دول الخليج حيث التضييق وانعدام الحرية وإجبار الناس وإكراههم على أداء المناسك؛ إلا أنني في المقابل أعجب كثيرا من انتشار هذه الظاهرة في بلد مثل مصر، فالناس هنا يتمتعون بحرية كبيرة في فعل ما يريدوه، فمن يريد أن يصلى فليصل، ومن لا يريد فلا إكراه عليه!
وانتشار هذه الظاهرة وكثرة معتنقيها قد يكون من وجهة نظرى مؤشرا إيجابيا - خصوصا هذه الأيام – فنحن بعد ثورة اصابت القيم الأخلاقية والدينية بهزة كبيرة زاد مقدارها عن 10 ريختر، أدت معها إلى تشويش في الفكر، وتشكيك في المعتقد، وإلى تقليل من شأن الدين وأموره في نفوس الناس! وما من مخرج لهذه الحالة سوى أن يهتدي كل واحد بنفسه، يجلس معها ويفكر في هدوء أي الطرق يسلك! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها قد تكون فرصة لمؤسسات الدولة الدينية في إعادة النظر فيما تقدمه من  مناهج وما تعده من برامج وأيضا ما تبثه من قنوات! إنها فرصة لإظهار الدين على حقيقته من دون مغالاة ومن دون محاباه!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق