أنا حزين! بهذه الجملة بدأت كلمتى التى ألقيتها اليوم في جمع من الباحثين المعينين بمجلس الشعب، والمنوط بهم مساعدة النواب من خلال جمع المعلومات، وكتابة وتقديم مشروعات القوانين. قلت لهم أنا حزين لأني دخلت البرلمان الألماني قبل أن أدخل برلمان بلدي!
قلت لهم أيضا بأنني حزين على برلمان بلدي، وبدأت أفصح لهم عن سبب حزني هذا:-
فعندما زرت ألمانيا وجدت البرلمان الألماني عبارة عن معلم سياحي قبل أن يكون معلم سياسي؛ فالملايين يزورون قبته كل عام مجانا، لا فرق بين ألالمان وغيرهم، الجميع لهم الحق في الدخول، وبإمكانهم مشاهدة الجلسات، والاستماع لما يدار فيها، الأمر الذي يكرس لفكرة الشفافية، ويرفعها من مجرد كلمة يتشدق بها الساسة، إلى عمل يفتخر به النواب.
قلت لهم بأن النواب الألمان لهم الحق في دعوة خمسين فردا من دوائرهم الانتخابية لزيارة البرلمان كل عام مجانا، مع الحصول على وجبة في مطعم البرلمان!
قلت لهم بأن البرلمان الألماني يدعو طلاب المدارس لزيارته، ويقوم بتدريبهم على عمل محاكات للجلسات البرلمانية، وكيفية سن القوانين، وكيفية عقد اللجان!
قلت لهم بأن البرلمان الألماني يسمح للراغبين في معرفة الديموقراطية وتعلمها بملازمة أحد النواب لمدة ستة أشهر بأجر!
فأين نحن من البرلمان الألماني؟!
إن برلماننا أقدم من برلمانهم، وديموقراطيتنا أقدم من ديموقراطيتهم! إن أحدنا كان قبل الثورة لا يجرؤ أن يمشى من أمام مجلس الشعب إلا مهرولا، وبعد الثورة لا يستطيع أحدنا أن يمشى من أمامه لأن الشارع لا يزال مغلقا!
إن هذه القضية ستظل شغلى الشاغل حتى يفتح مجلس الشعب أبوابه لأبناء الشعب، وحتى يعرف الشعب ما يدور داخل مجلس الشعب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق