الجمعة، يونيو 21، 2013

الربيع العربي في برلين 163




عدت فوجدت أنجيلا تقف أمام باب القاعة تحمل حقيبتى، ففهمت أنهم قد انتهوا من الاجتماع! أردت أن أستنطقها فسألتها: هل انتهى الاجتماع؟ هزت رأسها بما يعنى: نعم! فقلت لها وإلى أين الآن؟ قالت: سأذهب معك حيث ذهب اشتيفان!
نزلنا للطابق الأرضى فأدخلتنى في قاعة كبيرة دائرية وأشارت إلى المكان الذي يجلس فيه اشتيفان ثم قالت: إذهب إليه!
 كان اشتيفان يتحدث مع زميلة له من حزب الخضر، ولم أشأ أن أقطع حديثهما فجلست من خلفه، ثم وقعت عيناي على تلك الفتاة صاحبة العربة التى تضع عليها الأطعمة والمشروبات! ووجدتها فرصة جيدة؛ فلأذهبن إليها ولأشترين منها كوبا من القهوة، وياحبذا لو وجدت معها ساندوتش فول!
وقفت في الطابور خلف ثلاثة من النواب وجاء اشتيفان ليقف خلفي، ثم مال علىّ ليسألنى: رأيتك وقد خرجت مرتين من الاجتماع، فهل في الأمر شئ؟! قلت له لا، كل شئ على ما يرام، فقط ذهبت إلى الحمام!
وافتتحت الجلسة، وسمعت صوت امرأة ترحب بالحضور، ثم قالت: "اليوم هو أول اجتماع بعد الإجازة السنوية، وكما تعلمون فقد كانت في هذا الشهر خمس أعياد للميلاد لخمسة من زملائكم النواب، وعَدّت من بينهم النائب اشتيفان! وصفق الجميع مهنئين!
أعجبتنى كثيرا هذه اللمسة الإنسانية، فما ينبغي أبدا أن يكون العمل مجرد وقت جاف خال من الجوانب الإنسانية والاجتماعية، وما ينبغى أبدا أن يكون وقت العمل عبارة عن أوراق وأقلام، وأوامر ونواهي، وحضور وانصراف، فنحن بشر، وأي عمل نعمله هو من أجل بقائنا ولصالح بشريتنا، وهذا ما يفعله الألمان.. أما  في مصر فنحن لا نهتم اإلا بهذا الأمر!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق