عام مضى، احتد فيه
الصراع، بين مرسى ومعارضيه، ظهرت فيه الأسلحة باختلاف أنواعها، تعالت فيه الأصوات،
وملأ الدم الشوارع، وانقسم الناس بين مؤيد، ومعارض، وأصبح المؤيد أعمى عما ينادي به المعارض، وصار
المعارض يستحقر المؤيد، ويخرفنه، وينعته بالغباء، وزاد عليه بالتخلف! ورد عليه المؤيد يكفره، ويخرجه من الملة، و
يبعده عن الدين، واختلط الحابل بالنابل، واشتد الانقسام!
في هذا العام لم تغير
المعارضة من استراتجيتها، المبنية على التشويه، والتحقير، والسب، والقذف، والحشد،
والاختلاق لمن يختلف معها في الرأي، واستمرت في رفض أي حوار، قبل أن تتحقق لها كل
المطالب. وكرست للانقسام، ودعت لإسقاط من فاز بانتخابات حرة نزيهة، فقط بعد شهر من
انتخابه، ذلك بأن خرج عضو مجلس الشعب السابق "أبوحامد" ينادي بإسقاط
مرسي، وبعودة الجيش للحكم، فلم يصدقه الناس، وانكشف أمر الرجل، ثم اختفى عن
الأنظار، حيث صار كارتا محروقا، وتشكلت بعده جبهة سمت نفسها بجبهة الإنقاذ، اختلط
فيها الثوري بالمتحفظ ، ثم انضم إليها أقطاب النظام القديم، وتوحدوا ضد الرئيس،
وبدأو ينادون بإسقاطه، ونادوا بالتظاهر، فجاءت جميع المظاهرت مخيبة للآمال، بل ولم
تكد تمر مظاهرة من دون أعمال عنف، وتخريب، وحرق، ونهب، وسلب، واستاء الناس - مؤيد
ومعارض- من جماعات البلاك بلوك المحسوبة على جبهة الإنقاذ، ففكرت الجبهة في شئ
جديد، فكان المتمردون، الذين بالغوا في الأرقام! وجربت الجبهة كل شئ إلا الحوار.
في هذا العام لم
يستطع مرسي أن يحقق شيئا مما وعد به، فتضاعفت أكوام القمامة حتى ناطحت الجبال، وانعدم
الانضباط في الشارع، واحتل الباعة الجائلون أرصفة الطرقات، واغتصب الفلاحون
أراضيهم الزراعية فبنوا عليها، وبوروها، وانتشرت عصابات السيارات، والتهريب، وخاف
الناس على أنفسهم أشد الخوف، وظهرت أزمات تلتها أزمات، إلا أن الرجل وجماعته ومؤيديه
كانوا أكثر ذكاءا وحنكة من المعارضين، فتفرغوا للرد عليهم، وحبسوا أنفسهم لتفنيد
الإشاعات، وتمسكنوا، فأظهروا للشعب كذب المعارضة، وبالغوا في القول بالمؤامرة،
فتركوا مقراتهم تحرق من دون دفاع، ودفعوا بأعضائهم للمقطم وهم يعلمون بأن الفتنة
على أشدها.
ثم في نهاية العام،
خرج مرسى ليستعطف الناس تارة، ويرهبهم تارة أخرى، وسط تصفيق من مؤيديه، وخيبة أمل
من معارضيه، ومؤشرات تدل على أن مرسي قد انتصر!
ما ترسى على بر يابني
ردحذفانت مع مين بالظبط
حيرتني
بس تسلم ايديك
مع الحق يا دكتور! وشكرا على مرورك الكريم!
ردحذف