الأربعاء، يونيو 19، 2013

الربيع العربي في برلين 162





لم أكن أعرف أن الموضوع كبير بهذا الحجم فقد ظننته اجتماعا والسلام، لم أكن أظن أنه سيحضره نواب آخرون ويتناقشون ويتحاورون، وكان "مطارلايبتسج وما يسببه من إزعاج للمواطنين" هو عنوان المناقشة، وبطل الجلسة التى سيدلى كل نائب فيها بدلوه، ورأيت المساعدة أنجيلا تخرج من حقيبتها ورقة لتقدمها للنائب اشتيفان فأخذها وذكر منها عدة معلومات وبيانات نالت إعجاب الحضور. وراودنى النوم!

لا، لقد أصبح الأمر صعبا و لم يعد محتمل، لا سيما وقد نمت بالأمس وقتا كافيا! إذا لا بد من وجود سر! هل يكمن ذلك السر في ضيق الغرفة وعدم التهوية، أم في الاجتماعات المبكرة! أم في نوع النقاشات! أم في عدم وجود زملائي معي! وخرجت كالعادة فذهبت إلى الحمام!
لم أستغرف من الوقت كثيرا خارج القاعة، فلم يكن خروجي لقضاء الحاجة الملحة بقدر ما كان لاستنشاق هواء جديد وطرد النوم من عيناي.
عدت إلى القاعة فوجدتهم ما زالوا يتحدثون عن مطار لايبتسيج وعن شكاوى المواطنين جراء ما يسببه لهم من إزعاج. كان الحوار يتسم بالروتيني وكان منظما للغاية؛ فالنائب ذو الشعر الطويل الأصفر ذا الدفيرة العريضة هو من يدير الحوار، وهو من يعطى الكلمة لمن يريد التحدث، وهو من يرد ويصد، وراودنى النوم مرة أخرى!
لن أستسلم لك أيها النوم، ولن أعطيك الفرصة كي تتغلب على، ولكن ما باليد حيلة، ووجدت الحيلة.. وكانت حيلتى هذه المرة هي أن أخرجت اللاب توب وحاولت أن أشغل به نفسي، ولكن النوم كان أقوى منى، فأغلقته ثم خرجت من القاعة للمرة الثانية!
اتصلت بصديق لى سيأتى غدا إلى برلين قادما من مدينة فيشته، واتفقنا على أن نلتقي سويا، ثم وقفت في ممر الطابق الثالث أنظر إلى البهو المستطيل في وسط المبنى العملاق، الذي لم يمض على بنائه سوى عشر سنوات. هذا المبنى الرائع الجمال تراه  من الخارج وكأنه بناية واحدة، فإذا كنت بداخله رأيته مكون من أربعة بنايات عن اليمين ومثلهن عن اليسار، ويقطع بينهما صالة مستطيلة، هي التى أنظر إليها الآن، ويربط  المباني الأربعة ذوات الشكل الدائري جسران معلقان.
وبدأت حركة العاملين في ازدياد، ورأيت بعضا من زملائي يسيرون مع نوابهم، فها هو خالد اليمنى يسير مع نائبه، وها هي هبة المصرية تعبر الجسر مع النائبة فرايتاج. وقلت  في نفسي "يابختكم لسه جايين حالا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق