سألت صاحبى المتحمس
للثورة الجديدة، ترى من سيلقى البيان رقم
واحد؟ فأجاب بقوله: لقد ألقى بالفعل يا عزيزي، ألم تسمعه؟! قلت له لا، فالبيانات
كثيرة، ومتداخلة، فهل هو البيان الذي ألقاه عمرو موسى، أم الذي ألقاه حمدين، أم
أنها الكلمة التى تحدث بها البرادعى؟!
-
لا، إنها كلمة تمرد، التى أعلنت فيها خطتها المستقبلية بعد رحيل الإخوان.
-
ياعزيزي هذا إعلان عما سيتم فعله، وهو بمثابة خارطة طريق لما سيفعلوه في
المستقبل! وبدى لى أنه لا يعرف معنى البيان رقم واحد، فتطوعت لأشرح له معناه، فقلت:
إن البيان رقم واحد لا
يكون أبدا قبل قيام الثورة، بل يأتى بعد نجاحها، ومن يخطط لثورة لا يطلع أحدا عليها
قبل شهر من قيامها، حتى لا يأخذ الطرف الثاني حذره، فيبطل مخططات الثائرين، وهو
الأمر الذي يفعله الإخوان الآن!
قال لي صاحبي: إن هذه
الثورة ستعصف بالإخوان جميعا أخ أخ، وأخت أخت، وستذهب بهم إلى زنقة التاريخ،
وستعيد الوطن إلى مساره الصحيح!
قلت له: هل تصدق ما
تقوله، وتعقله؟! أم أن الحماسة الثورية قد غيبتك عن المشهد وعن الواقع؟! وأخذت
نفسا عميقا كي أشرح له ملابسات الأمر، فما يقوله صاحبي لا يعدوا عن كونه تفكير
ساذج خلى عن كل أصول العقلانية!
قلت له: إن الملك
فاروق قد ألقى بـ 48 ألف إخواني في المعتقلات، بعد أن قتل مرشدهم. وأن عبد الناصر
قد فعل فيهم ما لم يفعله فرعون في بنى إسرائيل. والسادات استغلهم أسوأ استغلال!
ومبارك لعب بهم كما يلعب الأطفال بالكرة الشراب! فكيف لمظاهرتين أو أكثر أن تعصف
بهم أو حتى تحجمهم؟! إن جماعتهم قائمة على فكرة، تحولت إلى عقيدة، انتشرت في كل
ربوع مصر، ليس لهم مكان محدد يعرفون به، منهم الغني ومنهم الفقير، ومنهم القوي
ومنهم الضعيف، منهم من جاور أخاه الإخواني، ومنهم من جاور العلماني والليبرالي،
ومنهم من هو في مصر، ومنهم من هو خارجها!
قلت له: إن الإخوان
ليسوا الحزب الوطنى الضعيف، الذي كانت عدد مقاراته أكبر من عدد أعضائه! وأنه لو
حرقت جميع مقراته فسيعيدون بنائها من جديد، فهم قوم متعاونون، متحابون، يؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة!
قلت له: إنكم تضيعون
أوقاتكم، وأوقات البلد. وتهدرون أموالكم، وأموال الناس، وفوق كل هذا، تسيرون في
الطريق الخطأ! وأما عن الطريق الصواب فأشرت له على الصندوق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق