حينها كنت معارضا لما فعله، ووجدت في تصرفه ذاك عودا إلى زمن الدكتاتوريات
والاستعراضات الزائفة التى تركز على الحشد الجماهيرى، وتعتمد على الهتافات
العالية. وقتها شعرت بخيبة أمل، وانتقدته على فعلته تلك، فكيف له أن يحشد أتباعه
بعد أربعة أشهر من انتخابه رئيسا، ويخرج إليهم في كامل زينته وبهرجته ليخطب فيهم
خطبة ارتجالية عصماء اختار لها استاد القاهرة مكانا واحتفالات مصر بأعياد أكتوبر
موعدا؟!
حينها لم أصدق ما فعله، و انتابنى شعورا بأنه يسير خلف إملاءات ستؤدي به
وبجماعته إلى الهلكة لا محالة؛ فالزمن قد تغير، والأفكار قد تطورت، ولم يعد الحشد
الجماهيرى دليلا على الشعبية!
ولكنى أعترف الآن بأنني كنت مخطئا تماما في هذا الأمر؛ فظنى لم يكن في
محله، واعتقادي لم يعد صحيحا، والسبب يكمن من وجهة نظرى في الشخصية المصرية التى
لم تتطور بعد! ويبدو أن مرسى يفهمها جيدا!
وإليك عزيزى المتابع دليلا على ما أقول:
منذ حوالى شهر تعالت الأصوات وصدحت معها الحناجر تنادي بالثورة الثانية،
التى ستزيح الرئيس ومعه جماعته. وانتشرت التكهنات وزادت معها الإشاعات
والافتراءات، وشرب المعارضون من كوب الشجاعة، وتناولوا حبات العنترية وأخذوا يهددون وينددون وكأن الأمر قد بات حقيقيا حتى كتب أحدهم على
صفحته على الفيس بوك يقول:
"إنني أرى أتباع الإخوان ومؤيديهم ومحبيهم وأستشرف صورتهم المستقبلية
بعد رحيل سادتهم ورعاتهم، أراهم وقد أصبحوا كاليتامى الذين لا كفيل لهم، ليسوا
يتامى الأب والأم، ولكن يتامى المرشد، وهم قد جُبلوا على الاتباع فقط ولايتقنون
شيئاً غيره، حتى تبرير فشلهم ، هم عاجزون عنه. أراهم يكملون حياتهم دون دليل،
كائنات ضعيفة شائهة، لا تقدر على شيء."
ثم تابع يكتب في تدوينة تالية:-
"ليس لدي أدنى
شك في أن بذرة الشر في حياتنا هي التي يحملها الإخوان والسلفيون، وينقلونها من رحم
جيل إلى رحم جيل، وليس لدي أدنى شك في أنهم هم النسخة الإسلامية من التنظيم
الماسوني اليهودي، وأن كلا من التيارين عميل للمخابرات الغربية الاستعمارية، وفي
المقابل يجلس هناك في الموقع ذاته من يسمون أنفسهم بجمعيات المجتمع المدني، الذين
يتلقون الأموال لفتح البلاد مرتعاً للعيون المتلصصة، وسأظل أقول ذلك ما حييت، وإن
كره الآخرون."
ثم اقتبس تدوينة من
أحدهم تخبر عما يكمن في داخل أعماقه، ويتمنى حدوثه:-
"كل الطرق تؤدي
لرحيل مرسي، و كل الدلائل تشير لنجاح مظاهرات 30-6 في إجباره علي الرحيل:
- الشرطة أعلنت عدم تعرضها للمتظاهرين.
- الجيش أعلن أنه سيسحق أي جماعة تستخدم العنف ضد المتظاهرين.
- الأخبار من أمريكا تقول أن أمريكا لن تساند الإخوان ضد الثورة.
- أوردغان في ورطة ويواجه خطر العزل.
- حمد يواجه مخاطر تهدد عرشه من داخل قصره، و يعاني من هزائمة في سوريا
- الشارع أصبح في حالة غليان وينتظر يوم 30 يوينو بفارغ الصبر"
كان هذا وغيره من (كتابات وتعليقات ونشرات) قبل حشد استعراض القوة لدعم
الشعب السورى الذي قام به مرسي مساء أمس، وعلى الرغم من اعتراضى التام والكامل
عليه، إلا أنه يبدو أن هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع أولئك الداعين إلى الثورة
الجديدة، وانظر معى إلى ما دوّنه صاحبنا مباشرة بعد ذلك الحشد:-
"الحل
الوحيد فيما نعانيه من خلاف وشجار ومخاصمات ومشاحنات، يكمن في نعمة عظمى رزقنا
الله بها وأمرنا باستخدامها، وهي نعمة العقل، غير أن كثيرين يخافون من العقل
ويتهيبونه دون سبب أو مبرر، غير أن نور العقل كاشف فاضح لكل سوءاتنا وعيوبنا التي
لا نريد أن نتخلى عنها أبداً."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق