والتفت
فإذا بي أجد سوزانا -المساعدة الأولى للنائب- تقف بالقرب منى، وقد أخذت في توزيع
العصائر، والمشروبات على الحضور. سلمت عليها، ثم لم نمكث كثيرا حتى عدنا إلى
القاعة، فعاد النواب لمناقشاتهم، وعدت إلى كمبيوتري!
وامتدت
الجلسة لساعة أخرى، خرجنا بعدها إلى النفق الذي يربط مباني البرلمان بعضها ببعض،
وفيه توقف اشتيفان مرتان، المرة الأولى كانت أمام ماكينة الصارف الآلى ليحصل على
نقود، والثانية أمام دفتر حضور وانصراف النواب كي يوقع فيه.
أخبرنى
اشتيفان أنه على جميع النواب التوقيع في هذا الدفتر، ومن يتخلف يخصم من راتبه مائة
يوروعن الجلسة الواحدة! ساعتها علمت لماذا ينام النواب في البرلمان!
وواصلنا السير حتى انتهينا إلى مبنى يعقوب
كايزر، فصعدنا درجات السلم حتى الطابق الأول فوق الأرضى، ثم انحرفنا إلى ممر طويل،
فعرجنا منه إلى ممر أقصر منه، وأضيق، ثم إلى صالة كبيرة، خرجنا منها إلى ممر كله
غرف، ومكاتب، ثم إلى مكتب اشتيفان! يا إلهى كيف لي أن أخرج من هنا وحدي!
ومكتب
اشتيفان بسيط رائع، به ثلاث غرف، واحدة بها مكتب لاشيتفان، وأخرى بها مكتبين
لسوزانا وهننج الأول، والثالثة لأنجيلا وهننج الثاني. وعلى حوائطه صور للأنشطة،
والزيارات، والرحلات، التى قام بها اشتيفان ومساعديه، وعلى الأرفف المعلقة رصت
العديد من الملفات والأوراق.
جلست
قليلا على مكتب هننج الأول أمام سوزانا، التى لم يعوقها الحمل عن أداء عملها بهمة
ونشاط، فكانت تقوم وتقعد، وتدخل وتخرج، وترد على الهاتف، وتجيب على أسئلة اشتيفان،
وعلى استفسارات هننج الثاني!
ولم تكن
هي وحدها من يعمل بجد ونشاط، فكانت أنجيلا منهمكة في شاشة الكمبيوتر، ودخلت على
اشتيفان فإذا به مشغول أيضا.
التفت
إلىّ اشتيفان، وسألنى عما إذا كنت جائعا، أم لا؟ فأجبته بنعم، فنادى على هننج
الثاني لنذهب سويا إلى مطعم البرلمان!
في المطعم التقيت بأندريه
اللبناني، ثم بالسيدة "أولا" مساعدة النائب بورنزن، فذكرتني بموعد حفل
الليلة، فأخبرتها بأن لدي موعد آخر في نفس الوقت تقريبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق