الخميس، يونيو 27، 2013

جعلتموه ديكتاتورا!




كنت قد اخترت لهذه المقالة عنوانا آخر غير هذا العنوان، ولكن بعد تفكير رأيت أنه قد لا يكون هو الأنسب، بل وقد يكون من الخطأ ذكره والإصرار عليه، ورأيت بتعديله من: "المعارضة تصنع الدكتاتور"، إلى "جعلتموه ديكتاتورا".
فللإنصاف، ليست المعارضة (!) وحدها  هي من تصنع الدكتاتور، بل أيضا هناك عوامل كثيرة تصنعه؛ فضعف الشعب، وقلة حيلته، وسلبيته تصنع بلا شك من أي حاكم  دكتاتور. والمؤيدون أيضا يصنعون الدكتاتور بتهليلهم، وكثرة مديحهم، ومبالغتهم في التأييد، سواء أصاب الحاكم أم أخطأ.
أما عن المعارضة التى ابتلانا الله بها، فهي التى ستصنع من مرسي دكتاتورا- وأراها نجحت في هذا الأمر- تلك المعارضة التى بدت معارضتها تافهة، وسطحية، وغير موضوعية، ومنحازة.
تلك المعارضة التى تتصيد الأخطاء، وتتصدر للتوافه، وتتخذ من السباب والشتائم وسيلة لها، لأنها ببساطة لا تملك البديل الحقيقي على أرض الواقع.
 تلك المعارضة التى تسعى بمعارضتها للإسقاط، والإقصاء، حتى تقفز هي على السلطة، فتتآمر مع الفاسدين، وتنبطح للفلول، وتدعو لعودة النظام القديم!
تلك المعارضة التى لم يكد يمر أسبوعا واحدا على تولي مرسى السلطة، حتى بدأت تتربص به، وتفتش عن نواياه، وتفسرها حسب أهوائها!
تلك المعارضة التى  خرجت بعد ضرب غزة تندد بسكوت مرسي، وتتهمه بأنه كان يتاجر بالقضية الفلسطينة، فلما تدخل ووضع حدا للعدوان خرجوا ليهاجموه، ويتهموه بأنه ينشغل بغزة أكثر من مصر!
تلك المعارضة التى نادت بعزل الفاسدين، فلما عزلهم مرسى نددوا بما فعله، واتهموه بالاستحواذ، والدكتاتورية، وأخونة الدولة!
تلك المعارضة التى اختلقت عليه كثيرا من الشائعات، فما لبثت الأيام أن تثبت لنا كذبها، واختلاقها!
تلك المعارضة التى ستجعل منه حتما ديكتاتورا، لن ينظر إليها إذا تكلمت، فقد جربها مرات ومرات. ولن يستمع إليها إذا تحدثت، فقد سئم من حديثها!

تلك المعارضة التى ستعيد علينا المحاكمات العسكرية للمدنيين، بسبب تطاولها على القوات المسلحة، وقائدها الأعلى - مرسي-، الأمر الذي ذكره مرسى بالأمس  في خطابه الطويل، ولم ينتبه إليه الكثيرون، بل وكعادتهم استمسكوا بالهيافات والتفاهات وعادوا لسيرتهم الأولى!

إنكم من ستجعلوه دكتاتورا يتعاطف معه الناس، ويؤيدونه، ويدكترونه (يزيدون من ديكتاتوريته)، وسنعود معكم إلى المربع الصفر، فكلنا في مركب واحد تريدون إغراقه!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق