السبت، مارس 30، 2013

الربيع العربي في برلين 146





الأحد 23 سبتمبر
حزمت حقيبتى استعدادا لعودتنا بعد ظهر اليوم إلى برلين، ثم خرجت فأيقظت أحمد ورامز وعبد الله كي يلحقو بي إلى المطعم. ولم أكد أخرج من باب الفندق حتى توقفت قداماي وكفت عن التقدم، ولم يكن من سبب سوى أنى تذكرت مغامرة الأمس في الغابة، حينها قلت لنفسى ماذا لو أذهب لاستكشاف المكان الذي كنا فيه بالأمس؛ فنور النهار يملؤ الغابة الآن، وسوف يكون وقع هذه الزيارة حلو ومثير! وخطوت بضعة خطوات نحو الغابة ثم ترددت، بل وتوقفت، وقلت لنفسي لا، فلن تفيد هذه الزيارة في شيء، بل لعل وقعها سيكون سيئا على نفسي، ومن الأفضل ألا أتذكر ما حدث لنا، ولا داعى إذا  لتقليب الأوجاع، وواصلت طريقى نحو المطعم!
وعند دخولى المطعم لفت نظري وجود رجل غريب، لم أره منذ أن أتينا إلى هنا، كان الرجل مرتديا بدلة سوداء، وقد وضع على رأسه القبعة اليهودية الصغيرة السوداء، وأقبل بوجهه ناحية باب المطعم، فلن يدخل أحد من دون أن يراه! كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التى أجتمع فيها مع يهودي في مكان واحد وتحت سقف واحد، وهذه هي المرة الأولى أيضا التى أرى فيها عن قرب يهودي يرتدي الطاقية اليهودية. وكانت السيدة كارين جوته تجلس بجوارة وتتحدث إليه، ألقيت عليها تحية الصباح فابتسمت إلى في إشارة فهمت منها أن أجلس معهما على المائدة، إلا أنني تظاهرت بعدم فهمي لهذه الإشارة وجلست على مائدة بالقرب منهما، ثم جاء بعض الزملاء فجلسوا معى، واغتبنا في الرجل اليهودي حتى أنهينا طعامنا!
كان ذلك الرجل اليهودي هو السيد "فالتر بانبوكر" من الجمعية اليهودية في مدينة كيل، وهو الذي سيلقى علينا المحاضرة الأولى لهذا اليوم تحت عنوان: اليهود في ألمانيا ( أقلية دينية). وقد قام في بداية المحاضرة بالترحيب بنا جميعا، ثم بدأ يسرد علينا تاريخ اليهود منذ أن وطأت أقدامهم أرض ألمانيا، ولأن تاريخهم يعود إلى القرن الثاني الميلادي وبالتحديد إلى عام 135 حينما طرد اليهود من المملكة الرومانية فليس من السهل هنا أن أذكر كل ما قاله ولكني سأحاول قد الإمكان إيجاز ما قيل:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق