الربيع العربي في برلين 138

وبعد أن تجولنا قليلا في أرض الدانمارك، والتقطنا الصور تحت لافتاتها وبالقرب من محطة أتوبيسها الصغيرة، عدنا بعد ذلك سريعا إلى أرض ألمانيا متجهين صوب مدينة ساحلية رائعة، إنها مدينة كيل، عاصمة ولاية سليشفش هولشتاين، والتى بها ميناء كبير يصله البضائع من جميع أنحاء العالم، ويتشتهر بتصليح، وترميم، وبناء السفن الضخمة.

وأول ما وقعت عليه أعيننا في المدينة كان بحر الشرق، وأول ما لمسته أقدامنا كان ميناء المدينة، وأول ما أمسكت به أيادينا كانت بعض ألعاب الأطفال الصغيرة الموضوعة على حافة الميناء، فصرنا نلعب بها كالأطفال مستمتعين بأشعة الشمس الدافئة مع سحر المياه الزرقاء. ولم نكن وحدنا من أخذ يستمتع بهذا الجو الساحر، بل خرج الكثيرون من أبناء المدينة، فراح البعض منهم يستمتع بالسير على الكورنيش مصطحبا معه أطفاله أو كلابه أو قططه، وراح الآخرون يمارسون رياضة الجري، بينما رأيت البعض وقد رمي بنفسه على إحدى مقاعد الطريق فأخذ يتأمل هذا الخليط الساحر، من مياه زرقاء، وسفن بيضاء، وشمس صفراء، وأرض خضراء، وسط تحركات الناس ونشاطاتهم! وتمنيت لو أجلس مثلهم لأستمتع بما يستمتعون!

ومضينا نسير حتى وصلنا إلى مطعم لا يفصله عن شاطئ البحر سوى الممر الذي عليه يسير الناس، ثم جاء جلوسنا بالقرب من حائطة الزجاجي المطل على البحر، ليعطينا فرصة الاستمتاع بمشاهدة السفن التى تتجول في البحر، وجلس معى على المائدة العبقرى هننج فأخذ يتحدث عن السفن وأحجامها وما تنقله من بضائع وما تحملة من حمولات، وأخذ علاء الفلسطينى يحكي عن مغامراته في ألمانيا، وقدمت إلينا وجبات اخترناها سلفا، فأكلنا وشربنا وأحسست بأن الكون مسخرا لى، وأحسست أننى في جنة تملؤها النعم، وتفيض من جوانبها الخيرات، وأحببت أن أشكر الله على هذه النعم فلم أجد أمامي من باب شكر سوى أن أذهب لأصلى الظهر، فأخذت سجادة غسان التى يحملها دوما في جيبة، ثم ناديت على أحمد وانزوينا في إحدى زوايا المطعم، ولحق بنا عبد الله فأخذنا نشكر الله جميعا!