الاثنين، مارس 25، 2013

الربيع العربي في برلين144




وبعد أن تناولنا طعام العشاء في الفندق قررنا أن نقوم بمفردنا بجولة في مدينة زانكلمارك أو على الأقل نتجول بالقرب من الفندق، وكانت سارة هي من اقترحت هذا الاقتراح، وانتظرناها تأتى معنا فلم تأتى. وقررنا عبدالله وهبة وأريج أن نقطع الشارع المحفوفة جوانبة بأشجار عالية مخيفة، حجبت عنا نور القمر، ولولا الإضاءات الخافتة التى تخرج من مصابيح أعمدة الشارع لما كان لنا أن نبصر طريقنا. وغنى عبد الله ما خطر على باله من أغانٍ، ورددنا خلفه ما غنى، حتى وصلنا لنهاية الطريق.
وكنت أظن أنه بوصولنا إلى قارعة الطريق سنرى لافتة تشير نحو وسط المدينة، أو حتى نحو مستشفى فيها، أو ربما سوبر ماركت أو صيدلية، ولكن أعيننا لم تبصر أي لافته ولم ترى أي أشارة، بينما أبصرت سيارات تمر بسرعة رهيبة فتبين لنا أن هذا الطريق من الطرق السريعة، وأردت أن نواصل السير فيه على الرغم من خطورته إلا أن عبدالله آثار أن نعود ووافقته كلا من هبة وأريج، فنزلت على رغبتهم؛ فلا داعى للمخاطرة. وما هي سوى بضعة خطوات قطعناها عائدين حتى وجدنا منحدرا صغيرا ينحدر نحو الغابة، فتوقفنا أمامه قليلا نبصره ثم نظر بعضنا إلى بعض، هل ندخل منه؟
كنا نعلم أن هذا الممر ليس به أي إضاءة، وعلى الرغم من ذلك  دخلناه بل وواصلنا السير فيه حتى أنقطع الضوء تماما، فأخذنا نتحسس بأيدينا وأقدامنا، ونسسترق السمع بآذاننا، وصار الظلام حالكا حتى إذا أخرج أحدنا يده لم يكد يراها. وأرادوا الرجوع، ولكنى قلت لهم: لا تقلقوا  وأقسمت لهم أن الفندق أصبح غير بعيد، فقدماي تخبراني بهذا! وفجأة صرخت أريج، وتبعتها هبة بصرخة لا إرادية، فالتفت خلفي فإذا هما متعلقان بعبد الله وأخذتا تصرخان.
أنا: ماذا حدث؟
أريج: ديب، والله شوفت ديب؟
هبة: انت متأكدة؟
أريج: أيوة أنا متأكدة؟
أنا: يا جماعة ولا ديب ولا حاجة دي مجرد تهيؤات؟
أريج: يللا نرجع؟
أنا: خلاص إحنا قربنا نوصل، فيه حد معاه كشاف في موبايله؟
وأخرج كل واحد منا هاتفه فأضئنا به المكان، وبدلا من أن نواصل طريقنا وقفنا ننظر آثار الديب! فلم نعثرعلى شئ، وتأكد لى أن الأمر مجرد تهيؤات! والتقط عبدالله من الأرض عودا خشبيبا تحسبا لأي هجوم، ولم تصمد إضاءة هواتفنا كثيرا، فانطفأت، واستوحشنا المكان أكثر، وعاودت أريج الصراخ وتبعتها هبة بقولها: أنا شوفته، أيوه ديب؟ وبدأ الشك يساورني، فالأن وقد رآه اثنين، ولا يمكن لاثنين أن يخطئاه. وصرت أتلفت حولى، وشعرت بدقات قلبي تزداد وترتفع، حتى أحسست أن الدم سينفجر من عروقي، وبدأ العرق يتصبب من فوق جبينى، فلا أحب أبدا أن تكون خاتمتى على يد ديب، لا فلن أسمح لديب أن يأكلنى، وما عساي أن أفعل وليس معى ما أدفعه به، ومن دون أن أشعر رأيتنى أسرع في خطواتي. فقد كنت وحدي في المقدمة!

هناك 3 تعليقات:

  1. :D :D :D
    ازاي فاتتني اللحظة الفقرية دي :)

    رامز

    ردحذف
  2. يا رامز انت كنت في الوقت دا بتستمتع بوقتك يا كبير!

    ردحذف