مدينة فلنسبورج
وبحر
البلطيق هو بحر قليل العمق إذ يصل متوسط عمقه لحوالي 55 م. ويصل طوله لحوالي 1610
كم، وعرضه حوالى 193 كم. ثم
إن مساحته تضاهي الـ377 ألف كم مربع،
ويصل طول شواطئه لما يزيد عن 8000 كم، ليطل عليه تسع دول هي
: الدنمارك، استونيا، فنلندا، ألمانيا، لاتفيا، لتوانيا، بولندا، روسيا، السويد.
وسرنا في ممر ضيق طويل تعلونا مظلاتنا على أمل أن تحمينا
من هطول الأمطار، وأخذت تلفحنا رياح باردة تزداد حدتها كلما اقتربنا من الشاطئ، وسرنا
كذلك حتى وصلنا إلى كوبرى صغير مصنوع من الخشب مررنا فيه بعدد من صائدى الأسماك يحملون
سنانيرهم في إحدى أياديهم ويختبئون تحت مظلاتهم التى حملوها بالأيدي الأخرى. وصار
عبدالله الأردنى يتكتك من البرودة ويصيح بكلمة عربية قديمة "زمهرير"! وبالكاد
كدنا نرى أنفسنا، ولكننا بالتأكيد كنا نسمع أصوات الأمواج من تحتنا وهي ترتطم في الجسر
الخشبى. ولولا أننا سمعنا هذه الأصوات لما
كان لنا أن نصدق بوجودنا على بحر البلطيق !
السبت 22 سبتمبر 2012
جاء جلوسى على مائدة الإفطار بجوار السيدة كارين جوته ومن أمامى بدى مشهد الغابة الخضراء من خلف زجاج المطعم ساحرا، لاسيما وأن أشعة الشمس قد أخذت تغازل قطرات الندى من فوق أوراقها، ورأيت العصافير قد بدأت في الخروج من أعشاشها، وأخذت الطيور تنتقل بين الأشجار. ويبدو أن هذا المشهد قد سحرني، فسرحت معه في أشياء لا أذكرها ولا أدري ما هي. وانتبهت على سؤال من السيدة كارين جوته تسألنى فيه عن آخر ما كتبت من مقالات. فما كان مني إلا أن حكيت لها قصتى مع سائق الترام في برلين، وقلت لها بأن هذه القصة هي أحدث ما كتبته من مقالات!
وفي حوالي الثامنة والنصف انطلق بنا الأتوبيس نحو
الشمال، ليقترب بنا أكثر مع الحدود التى تفصل جمهورية ألمانيا الاتحادية عن
المملكة الدنماركية، وبالتحديد إلى مدينة قديمة كانت تابعة للحكم الدنماركي: إنها مدينة
فلنسبورغ التى يسكنها حوالى 88 ألف نسمة ويعيش فيها أيضا أقليلة دنماركية لا بأس بها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق