الربيع العربي في برلين 143

وأكلنا ما قدموه إلينا وشكرنا لهم حسن الضيافة، وكان بحق حسن الختام لهذا اليوم، وكانت هذه الزيارة من أفضل ما قمنا به اليوم من زيارات على الرغم من أنه بدى لي في بدايتها أنها أفقرهم؛ فالمكان لا يعد بشئ من الرفاهية على الإطلاق، ولكن حسن الاستقبال والموسيقى والروح الطيبة أضافوا للمكان معنى وقيمة، لم نشعر بهما في المدرسة الدانماركية ولا حتى في برلمان المدينة. حتى أننى قلت لأحدهم إن الروح الطيبة هي تزين المكان وتجعله أفضل ألف مرة من التبلوهات والتحف والفازات والأضواء والديكورات!

واقترحت هبة أن نبقى ولو لساعة أخرى نستمتع فيها بمدينة كيل، ويمكننا أن نعود بمفردنا إلى الفندق، إلا أن المرشد سد أمامنا كل الطرق، فأخبرنا بأن أخر موعد يتحرك فيه القطار إلى زانكلمارك هو السابعة مساءا، وأن أجرة التاكسي ستتعدى الخمسين يورو لوعدنا به. لذا استسلمنا للعودة إلى الفندق غير مرحبين بما بتنظيم البرنامج، بل وجلسنا في الأتوبيس ننتقد هذا التنظيم السيئ. وتساءلنا ماذا لو قاموا بزيادة  ساعة إضافية كي نتجول فيها في المدينة!. فكيف لنا أن نأتى إلى عاصمة الولاية ولا نرى منها سوى الميناء!

وبعد أن تناولنا طعام العشاء في الفندق قررنا أن نقوم بمفردنا بجولة في مدينة زانكلمارك أو على الأقل نتجول بالقرب من الفندق، وكانت سارة هي من اقترحت هذا الاقتراح، وانتظرناها تأتى معنا فلم تأتى. وانطلقنا عبدالله وهبة وأريج نقطع الشارع المحفوفة جوانبة بأشجار عالية مخيفة، حجبت عنا نور القمر ولولا الإضاءات الخافتة التى تخرج من مصابيح أعمدة الشارع لما كان لنا أن نبصر طريقنا. وغنى عبد الله ما خطر على باله من أغانٍ، ورددنا خلفه ما غنى، حتى وصلنا لنهاية الطريق.