الجمعة، مارس 15، 2013

الربيع العربي في برلين 140



وجلسنا في الأماكن التى يجلس فيها النواب، واعتلى المنصة أحد الرجال الذي عرف نفسه بأنه "فليمنج ماير" النائب عن الأقلية الدانماركية في برلمان الولاية، والذي أخبرنا بأنه سيتحدث إلينا عن الولاية، وعن برلمانها، ثم عن الأقلية التى يمثلها، ورأيته وقد شمر عن ساعديه، واستلم الميكروفون استلام الزعماء الذين يتأهبون لإلقاء خطبة عصماء ثم قال: مرحبا بكم في برلمان ولاية شليسفش هولشتاين الذي يمثله 69 نائبا موزعون كالتالى: 22 نائبا لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، و 22 نائبا عن الحزب الديموقراطي الاجتماعى، و 10 مقاعد لحزب الخضر، وست مقاعد للحزب الديموقراطي الحر، و ست مقاعدأخرى  لحزب جديد يسمى (البراتين) القراصنة، ثم ثلاث مقاعد للأقلية الدانماركية". بعد ذلك أخذ الرجل يقص علينا حكاية الأقلية وكيف أنها تعيش في سلام على الأرض الألمانية، وتحدث أيضا عن المعونات التى يحصلون عليها وعن مشاركتهم في الحياة السياسية وأمور كثيرة تنسى بعضها بعضا.
وبدأت أنظر حولى فوجدت الروؤس تتساقط على الصدور، ورأيت الأعين يراودها النوم، ونظرت إلى النائب فوجدته لا يعبأ سوى بما تحت يديه من أوراق يقرأ منها! ثم نظرت في ساعتي لأرى الوقت وقد مر منه ساعتين، ولا يزال الرجل يواصل! متى سينتهي؟ أريد أيضا أن أنام! ثم لفت انتباهي عدم وجود رامز معنا في القاعة! أين رامز هل تركناه في المطعم؟ وأردت أن أسأل عنه من بجوارى وكان عبد الله الأردني، إلا أننى وجدته يغط في نوم عميق والرجل لا يزال يتحدث!
وما أن انتهى الرجل من حديثه حتى أسرعت إلى السيدة كارين جوته أسألها عن رامز، فقالت بأنه استأذن منها ليقابل أحد معارفه في المدينة وسيلحق بنا بعد قليل. وما أن خرجنا من القاعة حتى رأيته أمامي، وقد بدت عليه علامات من البؤس والضيق، فسألته ماذا حدث؟ فأخبرني بأن النحس لا يمل أبدا من تعقبه، ولا يرغب في أن يتركه وشأنه! ثم بدأ يقص على ما حدث له منذ ساعتين حيث قال:
" تواعدت مع أحد معارفي الذي يسكن هنا في المدينة، وحددنا موعد ومكان اللقاء، إلا أنه لم يأتى، فاتصلت به، فإذا به وقد نسي هاتفه في البيت، ولم أجد أمامي من حل سوى أن أتركه وأعود لألحق بكم، ولم أشأ أن أدخل عليكم فانتظرت خارج المبنى فرآنى اثنين من ضباط الشرطة أجلس بجوار المبنى فاقتربا منى وانهالا على بالأسئلة حتى أخرجت لهما ما يثبت أننى أحد أفراد المجموعة الى تجلس بالداخل"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق