وسمعت صوتا عاليا أشبه بانفجار أو بسقوط شئ من
مكان مرتفع، فخرجت من الباب الخلفى للمطعم فإذا بي أرى مئات من الدراجات البخارية
يقودها شباب وشابات يرتدون زيا موحدا ويستعدون للانطلاق، وسألت: فقيل لي إنه سباق
للدراجات البخارية تنظمة مدينة كيل. كان مشهدا رائعا، وغريبا، فمئات من الشباب،
تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرون والخامسة والثلاثون، أين اجتمعو وأين التقوا
وما الهدف وكيف ومتى؟ أسئلة لم أجد لها جوابا، فاستسلمت لمشاهدة ما أرى، ولحق بي
عبد الله وأحمد ووقفنا نلتقط بعض الصور لهذا الجمع الغفير حتى جائنا المرشد مدير
الأكاديمية ليخبرنا بأن علينا الإسراع فموعد اللقاء التالى قد بدأ.
ولم أكن أعرف
ما هو اللقاء التالى ولا مع من سيكون، ولم يكن لى أن أشغل بالى بهذا الأمر، فقط كنت أهيم على وجهي غير عابئ بما سيكون،
فقط كنت أحاول أن أستمتع بما أراه وما أنا فيه، كنت أحاول أمسك باللحظة ولكنها
كانت تتفلت منى طوال الوقت.
وعدنا مرة أخرى إلى الكورنيش فكانت حركة الناس فيه تزداد أكثر فأكثر، لا سيما مع ارتفاع درجة الحرارة، وخلو السماء من سحبها الداكنة، إضافة إلى
أن هذا اليوم هو أول أيام عطلة نهاية الأسبوع.
ورأيت السفن وقد بدأت تتحرك بوتيرة أسرع مما كانت عليه، ورأينا سفينة ضخمة تمر
بجوارنا، فأشار هننج أن أنظر إلى سفينة شراعية صغيرة، قال إنها تعود إلى القرن
السابع عشر. وصاحت السيدة كارين جوته أن هلموا فقد تأخرنا عن الموعد!
وكان الموعد في المبنى الرئيسي لبرلمان ولاية شليسفش
هولشتاين، وهو مبنى ظاهره القدم حيث تم بناؤه في القرن السابع عشر وبالتحديد في
عام 1888 حيث كان مقرا للقوات البحرية التابعة
للأمبراطورية الألمانية آنذاك، ثم تحول بعد ذلك ليكون برلمانا للولاية بداية من
عام 1950. وقد جرت عليه إصلاحات عدة، أهمها هذه القاعة التى نحن فيها الأن، وهي
القاعة التى تعقد بها الجلسات العامة. إنها أشبه بكثير بالقاعة العامة في
البوندستاج، إلا أنها أصغر منها وأجمل، فالتصميم الرائع الذي جعل من البحر خليفة لها
بحيث أتاح للجالسين فيها رؤية البحر من أي مكان في القاعة، وبساطة الديكورات مع
استخدام الخشب كعنصر أساسي للأثاث والديكور جعل منها تحفة معمارية حديثة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق