لم أجد لرامز كلمات أقولها ردا على ما حكاه لى
من قصة تضاف إلى قصصه الكثيرة مع النحس، فقد تأكد لى أنه قد عقد مع النحس صفقات لا
يمكن أن تلغى بسهولة، ولكنى حوّلت الموضوع سريعا إلى شئ من المزاح، نتجت عنه ضحكات
عالية، مرّ معها الوقت سريعا حتى وصلنا إلى الأتوبيس فركبناه، ليذهب بنا إلى مدرسة
تركية صغيرة، صعدنا فيها إلى الطابق الثالث، لندخل في قاعة صغيرة، استقبلنا فيها
مدير المدرسة وامرأة يبدو أنها إحدى الموظفات.
وبعد
أن رحبا بنا وقبل أن يبدءا بالحديث أشارا إلى ثلاث فتيات يحملن آلات موسيقية بأن
يتقدمن. ولما استقرت الفتيات على مقاعدهن أخذن يعزفن لنا ألحانا تركية غاية في
الجمال، والروعة، والبساطة، والإحساس، والتمكن. وكان هذا هو الافتتاح، وودت لو كان هذا هو كل شئ.
فبعد تلك الموسيقى لا أريد أن أسمع شيئا آخر، ولكن الدكتور "سيبيل
كوشوكاركا" مدير الجالية التركية في كيل ومعه موظفته قاما بعرض المشروعات
والخطط التى قامت وستقوم الجالية بتنفيذها. ولم أتمالك نفسى من الضحك، فقد ذكرني
هذا العرض بالعروض التى كانت تقدم عندنا في مصر ولاتزال، والتى لابد للمدير أن
يظهر في كل الصور وفي كل المراحل و مع كل الاجتماعات والمقابلات، وهذا ما جرى في
هذا العرض فلم تخلو صورة من وجود الدكتور سيبيل! وخرجت سريعا خارج القاعة فلم أستطع
أن أكتم ضحكاتي، وكنت أظن أنني بهذا الخروج سأخلو بنفسى لأفرغ ما أصابنى من ضحكات
في الهواء حتى لايسمعها غيري، ولكنى وجدت مجموعة من الفتيان والفتيات يقومون
بإعداد مائدة رصت عليها ما لذ وطاب من الفاكهة والحلويات الشرقية والمأكولات
الخفيفة. فعدت سريعا إلى القاعة لأستسلم لما يعرضه الرجل ولما يقوله.
تحدث الرجل عن الجالية التركية في مدينة كيل وفي ألمانيا
عموما، وكيف أنها تشارك بفاعلية في الحياة السياسية والاجتماعية جنبا إلى جنب مع
الأحزاب الألمانية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. وذكر أمثلة عديدة على شخصيات
من أصل تركي انضمت إلى الأحزاب الألمانية فتدرجت فيها إلى أن وصلت إلى مناصب
متقدمة وحساسة. من هذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر النائب عن حزب الخضر جيم
أوزدمير، والنائب عن الحزب الديمقراطي المسيحي بولنت أرسلان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق