السبت، أغسطس 22، 2015

ملخص كتاب استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة لـ أحمد خيرى العمرى




    أحمد العربي يكتب: ملخص كتاب استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة لـ أحمد خيرى العمرى




كان برأسى الكثير لأخبركم به عن هذا الكتاب المميز، الذى أعتبره أروع كتاب قرأته هذا العام، إلا أن كل شئ اختفى فى حضرة عمر، وفى حضرة الكاتب الرائع الذى لم أعرفه إلا منذ بضعة أشهر عندما اطلعت على أفكاره عرفت للتو أن هذا الكاتب مميزاً لدرجة كبيرة؛ فهو يعزف على أوتار الجروح العفنة فى أوطاننا لنصحو من غفلتنا التى طالت ..إنه أحمد خيرى العمرى الكاتب العراقى ذو الخمسة والأربعين ربيعاً المعروف بغزارة انتاجه وتنوعه، الذى يحمل على عاتقه خطاب النهضة والرفعة لهذه الأمة بلغته المميزة وبيانه الواضح ..
 للكاتب 6 كتب وتعرض أفكاره فى برنامج "لا نأسف على الإزعاج" المعروض على قناة اقرأ الفضائية.
بين يدى الكتاب:
الكاتب خالف معظم الكتاب الذين يتلقفون سير العظماء بدون تدقيق وأخذ العبرة والمغزى من تاريخهم وسيرهم لتكون لنا نوراً ومنهاجاً يضئ لنا المسيرة ..فاختار الكاتب عمر لأنه يعشق عمر ونسبه يرجع إلى عمر..
 يحكى قصة عمر بأسلوب شيق وسلس وبطريقة عصرية كنت أظن أنى أعرف عمر قبل هذا الكتاب .لكنى والله ما عرفت عمر ولا عشقت عمر إلا من خلال كلمات هذا الكتاب .. إذا بكيت على نفسك وعلى حال امتنا وأنت تسبح فى اعماق بطولات عمر فأعلم انك فى الطريق إلى عمر وحتماً ستحب عمر .. عمر المعانى والقيم عمر القائد والعابد عمر الفقيه والثائر عمر صانع الحضارة والبطولة لأمة كانت لما كان عمر خير أمة ... إذا قرأت هذا الكتاب ستؤمن بتلك الأحاديث التى يقول فيها الرسول عن عمر :" لو كان نبىُ بعدى لكان عمر " .. "لم أر عبقرياً يفرى فريه " .. "لو رءآك الشيطان يا ابن الخطاب لسلك سبيلاً غير سبيلك " .. ستؤمن بكل تلك الروايات دون ان تبحث فى أسانيدها
لمن لا يعرف من هو عمر .. هذا الكتاب لن يقتصر على أن يعرفك من هو عمر بل سيجعل منك عاشقاً محباً لدرب عمر ..سيجعل منك منتفضاً لتنهض وتلحق بمسيرة عمر فنحن فى أمس الحاجة إلى عمر نريد أن نسترده إذا اردنا أمةً واعية نامية تعود لها عزها ومجدها وخيرتها فحتماً نحتاجُ عمر ولست مبالغاً فى ما أقوله . إذا أردنا حكاماً العدل والورع هو قائدهم فنحتاج عمر الذى مالبس إلا ثوباً خشناً به احدى وعشرون رقعاً بداخله عاش وبه كفن ..أمير المؤمنين الذى ما كان فى بيته إلا الزيت والماء ..يأكل ليتقوت لا ليشبع .. عمر الذى يقيم القانون على أهل بيته قبل ان يقيمه على الرعية " انى قد نهيت الناس عن كذا وكذا فمن أتى منكم بشئ مما نهيت عنه ضاعفت له العذاب ضعفين" وصدق فأقام الحد على ابنه الذى شرب الخمر بمصر مرتين .. لا أحد فوق حدود الله عند عمر .. ياليت رؤسائنا يطلعون على هذا الكتاب فهو بحق خير من عشرات الشهادات فى إدارة الأعمال .. فعبقرية عمر فاقت جميع الشهادات . فبعبقريته اقام حضارة عجزنا حتى الآن عن اقامتها من جديد .. عمر قتل فكرة الإنجاز الفردى فى بناء المجتمع وعزز دور ال "نحن" وأصبحت روح الجماعة مسيطرة على حضارة عمر .. فلنقيم حضارة معاً بدون الأنا !!
إذا اردت نظاماً اقتصادياً كاملاً عليك بنظام عمر ..إذا اردت قانوناً يحكم الغنى والفقير ويساوى بينهم فعليك بعمر إذا أردت فقيهاً بلغ الروعة فى اجتهاده وتعامله مع كتاب الله فعليك بعمر .. إذا اردت عابداً يقيم الليل كله لله فعليك بعمر .. إذا اردت حاكماً لا ينام نهاراً لكى لا تضيع الرعية فعليك بعمر .. إذا اردت مراقباً يراقب عماله وموظفيه فى كل صغيرة وكبيرة ويحاسبهم كل شهرٍ فعليك بعمر .. إذا لم تبكى مراراً وانت فى ظلال هذا الكتاب فأعلم ان انسانيتك فى خطر وإذا لم تنهض بعد قراءة هذا الكتاب لتؤدى دورك فى بناء المجتمع ولتكون خليفة الله فى الأرض فأعلم انك حيُ ميت .. كم اتمنى لو يمكننى أن أتلو هذا الكتاب على مسامع كل فرد من أفراد الأمة لينتفض ويلحق بالركب .. ركب الأمة التى ضاعت يوم ضاع منا عمر .. فأين حضارة عمر منا ؟
" كان الإسلام فى زمان عمر كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً ،فلما قُتل عمر كان كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعداً " صدقت يا حُذيفة فهو والله يزداد ويزداد بعداً حتى كدنا أن لا نراه .. عز الإسلام وحضارته وشموخه فى أمته ضاع منا يوم قُتل عمر ..حضارة عمر كانت حضارة واقعية نموذجية ليست كحضارة أفلاطون النظرية .. كانت دولة عدل وحق وثقافة وعلم ..دولة ساهم كل فرد فى بنائها بل بنى كل فرد نفسه من خلالها !! ولا عجب فإن صاحبها شهد له النبى بالعبقرية والنبوة !
عمر لم يمت .. عمر حىٌ بيننا بسيرته ومنهجه وحضارته التى سُجلت ببطولاته ومواقفه .. فقط اقرأ واستمد منها نوراً يكشف لنا الطريق المظلم ويضعنا فى المسيرة والركب الذى تخلفنا عنه قروناً وقرونا !!

الكتاب 450 صفحة مقسم تدريجياً يوماً بيوم فى حضارة عمر .. الكتاب ليس جديراً بالقراءة فحسب، بل  لابد من قراءته !

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ... فعلا كتاب رائع و انا قاربت على انهائه و كلي حيرة ماذا سافعل اذا ما لحقت آخر صفحة .. كتاب جعلته رفيقا يوميا لي .. يشحنني بكل الطاقة و و الطموح لاكون افضل ، لابدأ بتقليد اناس كم آسف على اني لم اعاصرهم ...
    لم اجد اجمل من فكرتك عن الكتاب لنشرها على مجموعتي ف الفايس بوك فهل يمكنني ذلك ؟؟؟
    و شكرا
    السلام عليكم

    ردحذف