الأربعاء، يناير 11، 2012

التسويق الشبكي

كنت في ألمانيا حينما وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني يقول صاحبها -وهو صديق لي من قريتي- "عند عودتك أرجوا أن تتصل بي لأني أريدك في أمر مهم لمصلحتك" وقد مرت على هذه الرسالة أكثر من تسع سنوات.. ولما عدت إلى القرية تقابلنا فأخذني لصديق له، قال بأنه هو الأقدر علي شرح المسألة.. بدأ ذلك الرجل وكان في سن الثلاثين وقد بدت عليه علامات الثراء ( يعني معاه مفاتيح عربية وبيشرب سجاير مارل بور) يشرح لي الموضوع.. قال إنني ينتظرني مستقبل مشرق، سأحصل فيه على كثير من الأموال والثمرات، وستفتح لي كل الأبواب المغلقة، وسأصل إلى أعلى درجات المجد وبسرعة الصاروخ، فقط إن اشتريت هذا المنتج واستطعت أن أقنع أخرين بشرائه وكلما اشترى مني أحد أو ممن أقنعتهم فسأحصل على نسبة. وكلما امتلأت أرجلي وتفرعت بأناس يشترون ذلك المنتج فسيمتلئ جيبي وستتفرع أحلامي.. وكانت السلعة عبارة عن اسطوانات للكمبيوتر لتعليم برنامج معين... قلت له وقتذاك: ولكني لا أملك  كمبيوتر، ونادرون هم من لديهم كمبيوتر في القرية؛ بل أكاد أعدهم  على أصابع اليد الواحدة... قال لي:-  المنتج ليس مهم، المهم هو أن يتم تسويقه وبأي طريقة. قلت له كيف أعرض شيئا أنا لست مقتنعا به؟ قال لي ولكن النقود والربح يقنعون من لا يقتنع... كانت الشركة تدعى (بيزناس) أي بيزنس لكل الناس.... أتذكر أنني ساعتها قلت له أنا أسف لست مقتنعا ولن أشترك. إلا أنني وجدت إخوتي يعلمون بهذا الأمر وأصروا علي أن ندخلها ونشترى ودخلناها ولم أعرضها علي أحد ولم نربح ولا مليم.... ومرت الأعوام وانتهت الشهور بالأيام وفوجئت في الأسبوع الماضي باتصال هاتفي من زميل قديم. قال لي أريد مقابلتك لأمر يخصك وفيه مصلحتك" نفس الجملة التي استخدمها صديقي القديم. قلت له خيرا إن شاء الله . قال لي تعالي وسأشرح لك... وذهبت وتقابلنا وبدأ يشرح، مستخدما تلك العبارات الرنانة والكلمات التي تجعل الذهن شاردا والأعين مفتوحة والأذان صاغية ( ستربح، ستكسب، ستفوز، ستخرج إلى الدنيا، ستغتني)
قلت له ستخربون الإقتصاد وستتعلمون الإتكالية والانتهازية والإسراف... وسعدت جدا عندما علمت أن مفتي الجمهورية قد قام بتحريم مثل هذه الشركات.

والله المستعان
محمد شحاتة

هناك 4 تعليقات:

  1. بس كيو نت شركه تسويق مختلفه :
    1 فيه ضرائب هتندفع لكل شيك
    2 المنتج قيم جدا ولا غبن فيه
    3 بتعتمد علي نظام ليس هرمي بل شجري
    بمعني انك جبت واجد ليك 40 دولار و لو هو جاب واحد برضه ليك ال40 دولاء و هكذا

    ردحذف
  2. كلامك صحيح , الفكرة كلها انو الشعب المصري شعب حوارات و دي افضل طريقة لتوظيف شعب الحوارات ...من الاخر بيديلك وظيفة انك تحور ... و زبونك البني ادم الطماع ... بس احب اقول حاجة النصاب ميقدرشي ينصب غير على واحد طماع ... الي مكيف نافوخي الي عمل الفكرة لانو شغل الجوز الطماع و النصاب و استغل انو كل واحد فيهم على كفاءة في الاستمرار ..
    بصراحة صاحب الفكرة عبقري فاهم جدا الموارد البشرية
    البلوج جميل جدا ياباشا ..استمر
    ا

    ردحذف
  3. أولا شكرا للاخ الغير معروف ... وأود أن أقول له :-
    1- الخمرة والسجائر والخنازير بيندفع عليهم ضرائب أيضا.. هل معني ذلك أنهم حلال...

    2- فين المنتج القيم دة.. ساعة ثمنها 500 جنيه علي أقصى تقدير تنباع ب7000 جنيه دا في شرع مين.. ؟!!

    3- نظام هرمي ليس شجري.. طب ما النظامين لازم تجيب ناس يعني لازم تضحك علي ناس ...
    وع العموم أنا شاكر جدااجدا لاهتمامك بالرد ويسعدني التواصل ... بالتوفيق

    ردحذف
  4. إلى الدكتور أحمد عمرو.. وما يزال الشكر لك موصولا لإطرائك علي مدونتي ... ويعجبني فيك دائما دماغك المتكيفة.. وأشكر معك صاحب فكرة التسويق الشبكي لا لشئ سوى أنه استطاع أن يكيف نافخوك...وهو الشئ الذي يصعب تكييفة... شكرا لك وأتمني مقابلتك قريبا

    ردحذف