الأحد، يناير 15، 2012

في ذكرى الثورة 3


صلينا العشاء وجلسنا أمام التلفاز لا نسمع سوى صراخا وعويلا واستغاثات من أناس يتصلون بالمذيعين، ولا نرى سوى دبابات قد احتلت شارع الكورنيش ودخلت في الميادين. حاولت الاتصال بأصدقاء لي في القاهرة ولكن لا مجيب، علمنا بعد ذلك أنهم قد قطعوا خطوط التليفون المحمول. كنا نتابع القنوات المتاحة لنا في التليفزيون لكي نحصل على خبر- أي خبر- يفسر لنا ما يحدث، فلقد جاءت الساعة العاشرة ولم يخرج أي مسئول كي يدلي بتصريح أو ينبئنا بخبر.. حتى كانت الحادية عشر وظهر خبر على الشاشة وصف بأنه عاجل ويقول بأن الرئيس مبارك سيلقي كلمة بعد قليل... انتطرنا هذا القليل فلم يأتي... واضطررنا أن نذهب إلى شقتنا لننام بعدما غلب النوم الجميع... ولأننا لا نملك تلفازا في شقتنا ولا حتى راديو فقد استعرت من والدي راديو قديم كي أسمع منه شئيا إن جد جديد.. وما أن صعدت إلى شقتي حتى سمعنا أن الرئيس مبارك يلقي بالكلمة، فنزلت مسرعا كي أشاهده في التلفاز. ولم أنتظر حتى أذهب إلي بيت أبي فقد وجدت الدكان الذي هو بجوار المنزل مايزال مفتوحا و قد تجمع فيه جمع من الناس مشرئبة أعناقهم ومفتوحة أفواههم يشاهدون مبارك وهو يلقي كلمتة وكان أول ما سمعته منه أنة أقال حكومة نظيف وسيأمر بتشكيل وزارة جديدة خلال أيام...
لا أكتم سرا حينما أقول بأنني شعرت بفرحة شديدة بإقالة حكومة نظيف... وقلت أعتقد أن هذه خطوة في مجال التهدئة إلا أنها جائت متأخرة كثيرا وبطيئة... وعدت لأنام لأن ورائي يوم جديد سأسافر فيه إلى القاهرة للعمل...

صليت الفجر في زاوية بجوار المنزل ولم نكد ننتهي من الصلاة حتى تعالت الأصوات على خلاف العادة، وكان الحديث منصبا على أحداث الليلة الماضية وأبدى الجميع سعادتهم الغامرة بانهيار الشرطة وكانت الأمنيات مقتصرة على أن يترك حبيب العادلي منصبه!!


جاء جلوسي في السيارة بجوار رجل بدأت معه الحديث بأنني أشبه عليه وقلت له أعتقد أنني قابلتك من قبل؟ فقال لي لا أتذكر.. وعلمت بعد ذلك أنه يعمل شرطي في كمين على الطريق الدائري فاندهشت، وقلت له ألم تعلم بما حدث في الليلة الماضية؟ قال وماذا حدث؟ قلت له إن معظم أقسام الشرطة قد أحرقت، وأنه لم يعد هناك أمن، وأن الاتصالات مقطوعة... فقام من فورة وأخرج هاتفه المحمول واتصل بأحد معارفه في القاهرة فلم يجبه أحد. وعاود الاتصال مرات ومرات فلم يجبه أحد وهنا قال:- ولكني لم أتلقي أية أخبار من رؤسائي!!
كانت الأمور هادئة على طول المسافة من قريتي إلى مشارف القاهرة. ولما سرنا علي الطريق الدائري كانت الأمور مختلفة فإطارات السيارات المحروقة مع الحجارة الملقاة علي جانب الطريق أنبأت بأن الليلة الماضية كانت ليلة ليلاء... واستأذن صاحبي للنزول لأن كمينه قد اقترب. ولما نزل من السيارة رأيته ينظر إلي مكان عمله (الكمين) والذي كان قد أحرق تماما....

                                                        وللذكري بقية
http://muhamadshehata.blogspot.com/2012/01/3.html 
والله المستعان
محمد شحاتة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق