الحياة بلا نت

وفجأة سكت الكمبيوتر وراح في سبات عميق.... وساد الصمت المكان..ولم أعد أسمتع إلي ذلك الصوت الحفيف الخفيف الذي يخرج منه متوسلا إلي كي أتركة يستريح.... وسكت الكمبيوتر... وتضايقت بل و اكتئبت... ولم أعد أعرف ماذا سأفعل؟؟ أحضرت هاتفي وبحثت عن رقم صديقي الذي له خبرة في تصليح الحواسيب... أخبرته بأنني لم أفعل شيئا خطأ، في محاولة تبريرية لا ذنب له أن يسمعها، ولا إجبار علي أن أقولها... قلت له ما حدث.. والحقيقة أنه لم يحدث شئ... قال لي أحضره لي في الغد.... فعلمت أن الأمر خطير والعلاج صعب وعسير... وهنا ازداد ضيقي وازدادت كئابتي... ولم أعد أحتمل صوتا لمتحدث أو صمتا لساكت.. وأحسست أني مفتقدا لعزيز..


أسرعت إلى سريرى وتدثرت بأغطيته وأغمضت عيناي و بدأت أسترجع تلك الأيام الخوالي التي لم يكن فيها إنترنت... كم كان لدي وقت كي أقضيه مع أسرتي.. وكم كان لدي وقت كي أقضيه مع أصدقائي... كم كنت سعيدا لأنني كنت أنام مبكرا وأستيقظ مبكرا.. وكم كنت سعيد عندما كنت أمسك برواية وأتصفحها حتى أنتهي من قرائتها.. وكم كان الوقت مباركا فيه....

تذكرت أيضا أوقاتا كنت أستمتع فيها بسماعي للراديو..وتذكرت برامجا كنت أحرص علي سماعها في الصباح وأخرى في المساء.. تذكرت تلك الأصوات التي لم أرى أصحابها... وتذكرت السعاده في سماعها... تذكرت راحة البال..

ما أحلى الحياة بلا إنترنت... وما أجمل الماضي وأروعة... ولكن " قول للزمان ارجع يازمان"

والله المستعان
محمد شحاتة