إلى من لا يفكر في مستقبله، ولا يبالي بما ترسله له الأيام من رسائل... إلى الكسالى الخاملين الذين لا يجهدون أنفسهم في التدبر والتأمل... إلى البائسين القانعين بحالهم، والراضين المستسلمين بمآلهم.. إلى الرافضين لكل نصيحة والمتكبرين... أهدي هذه القصة...
"سال لعاب الفأر وهو يتجسس على صاحب مزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية وقد حسب أن في الصندوق طعاما لكنه احتبست أنفاسه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من هذا الصندوق، اندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح مصيدة مصيدة يا ويلنا، فقالت الدجاجة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك، فتوجه نحو الخروف الحذر الحذر في البيت مصيدة، فابتسم الخروف وقال: يا جبان أنت المقصود بهذه المصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب ، استيئس الفأر من الخروف فتوجه نحو البقرة منذرا فقالت باستخفاف :في بيتنا مصيدة؟ يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار، هل أطلب اللجوء السياسي؟عندئذ أدرك الفأر أنه لا فائدة فقرر أن يتدبر أمر نفسه وواصل التجسس حتى عرف موضع المصيدة، وقرر الابتعاد عن مكمن الخطر، وفجأة شق صوتُ المصيدة سكونَ الليل وقد انطبقت على فريسة ،هُرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، جاءت زوجة المزارع في الظلام فحسبت أن الفأر وقع وأمسكت بالمصيدة فلدغها الثعبان، نقلت الزوجة على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني ارتفاعا في درجة الحرارة. و لأن المسموم يحتاج إلى سوائل، فقد قام المزارع بذبح الدجاجة وصنع منها حساء لزوجته ، تدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فقام بذبح الخروف لإطعامهم ، لكن الزوجة المسكينة توفيت صباح اليوم التالي فجاء المعزون بالمئات فاضطر المزارع إلى ذبح البقرة ليوفر لهم الطعام، أما الفأر الذي استشعر الخطر و أعد للأمر عُدته فكان الوحيد الذي بقى على قيد الحياة."
الحكمة: تذكر أن المشكلة التي تحدث قريباً منك قد تصبح مشكلتك أنت، وأن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصور.
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق