عاد جمال مبارك وأخيه علاء إلي محبسهما في سجن طرة، فلم يقوما بتغيير ملابسهما بل ارتديا ملابسا أخرى فوق ذلك الترينينج الأبيض الغالي الثمن، حيث شعرا ببرودة الجو في غرفة ليس بها تدفئة... وجلسا فوق سرير واحد، ثم قام جمال وضغط على زر التلفاز القديم الذي لا يأتي إلا بقناتين هما الأولي والثانية.. كانت الساعة الثانيه ظهرا .. وكانت نشرة الأخبار... وكان العنوان الأول هو محاكمه مبارك ونجلاه... كانت إضاءه الشاشه باهته لم يتمكنا من رؤيته صورتهما وهما عائدين إلي سيارة الترحيلات.. نهض علاء من جلسته وتجول في الغرفة واضعا يداه خلف ظهره ووجهه في اتجاه بلاط الغرفة، وبمروره أمام باب الحمام تذكر أنه يريد أن يدخله... دخل الحمام وعلى وجهه علامات القرف والاشمئزاز... ثم خرج منه ولم تتغيير تلك العلامات... وبينما جمال ما يزال محلقا نظراته إلي التلفاز، نظرإليه علاء وأشاح بيديه منبها إياه... إيه اللي انت بتتفرج عليه ده؟ هي دي قنوات الواحد يتفرج عليها؟!!
جمال:- ياسلام.. دا لو كل القنوات زي القناه الأولي دي.. ماكانش حصل أي ثورة ولا يحزنون.... ثم أردف قائلا .. انت عارف يا علاء إن احنا سبب الثورة دي؟!
علاء:- طب ما هو دا معروف انت جبت جديد يعني!!
جمال:- لا ياأخي أنا مش بتكلم على اللي في بالك. أنا أقصد إن احنا اللي ادينا الفرصة لقنوات غير حكومية تظهر على الساحه.. ولو ما كانش فيه القنوات دي ما كانش حصل حشد ولا كان حصل تقليب علينا!!
فرد علاء قائلا:- ياسلام... طب ماهو القذافي كان قافل على الناس بتوعه قفلة سودة وفي النهايه قتلوه...دا احنا نحمد ربنا اننا فتحنا عليهم القنوات دي يتكلموا فيها زي ما هم عاوزين عشان يفرغوا الكبت اللي في صدورهم وبعد كدا يهدوووووا.
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق