السبت، يناير 14، 2012

في ذكرى الثورة 2


وجاء يوم الثلاثاء 25 يناير وكان يوم عطلة رسمية. إلا أنني ذهبت للعمل مضطرا وذلك  لكثرة ما لدينا من حجوزات، فالسياحة كانت ما تزال مزدهرة والموسم السياحي كان واعدا... وكنا نتابع أخبار المظاهرات من خلال المواقع الإخبارية علي الإنترنت وكانت الأخبار لا تنبئ بجديد، فالجميع يشكر في الشباب وفي تنظيمهم وفي نبل هدفهم وشعارتاتهم المنادية بالحرية والعدالة الاجتماعية..وانتهي اليوم بسلام إلا أننا سمعنا في صبيحة اليوم التالي بأنه كانت هناك دعوات بالاعتصام وقام الأمن بفضها وتفريقها بالقوة مما خلف جرحى وقتلى.. وهنا بدأت تظهر دعوات أخرى بالخروج الجماعي من كل مساجد مصر بعد صلاة الجمعة القادمة. ولم يكن مصطلح المليونيه  متداولا قبل هذا اليوم. وفي مساء هذا اليوم (الأربعاء) خرج علينا صفوت الشريف بخطاب كان هو الأخير يقول فيه:-  نحن صامدون ونحن شامخون ونحن لسنا تونس....ومر هذا اليوم بحذر ثم تلاه يوم أخر لم يقل عنه حذرا، بعدما تزايدت وتيرة الدعوات للخروج والتظاهر...
ولقد اضطررنا للانصراف من عملنا مبكرين ساعة كاملة نتيجة للخوف الذي أصاب الجميع...وعدت إلى منزلي وكان علي أن أنام مبكرا لأنني سوف أسافر في الصباح الباكر إلي قريتي في وسط الدلتا لحضور عقد قرآن أخي المصحوب بنقل مفروشات وأمتعة العروس من بيت أبيها إلى شقة الزوجية. وبعد أن صليت فجر الجمعة وفي أثناء سفري شاهدت علي محور ميدان لبنان أسطولا كبيرا من سيارات ومدرعات  الأمن المركزي محملة بالجنود ومتجهة إلى وسط القاهرة، ولم يستطع سائق الميكروباص والذي كان يسير بسرعة كبيرة أن يأتي بأولها.. وقد انتابني رعب شديد ساعتها ودون أن أدري نطق لساني بصوت سمعه الأخرون وبدأوا يرددون ( حسبي الله ونعم الوكيل)...
كانت خطبة الجمعة عادية ليس بها شحن ولا تقليب، على الرغم من كون الخطيب إخواني النشأة وثورى التكوين..وقد سألتة بعد نهاية الخطبة عن توقعاتة فبدا عليه التوتر ولم يجيب.. ثم أنه لم يحضر عقد القران على الرغم من أننا قد دعوناه وقد تعلل بأنه مرتبط بموعد واتضح كل شئ فيما بعد...
بدأ المدعوون بالتوافد فقد كان موعد التحرك في الثانية والنصف ظهرا حيث أن قرية العروس تبعد نصف الساعة من قريتنا وعلينا أن نصلي العصر هناك.. وجاءت الساعة الثانية والنصف ولم تأتي السيارات التي ستقلنا.. وبدأننا في الإتصال بالسائقين واعتذروا متعللين بأن الطرق مغلقة لكون المظاهرات حاشدة في وسط المدينة.. وبدأنا نرجوهم بأن يفعلوا كل ما بوسعهم لأن الناس مجتمعين والوقت ضيق وقلنا لهم بأننا سوف نسلك طريقا وسط الحقول بعيدا عن التظاهرات.. وجاءوا وذهبنا...
كنا مشغولين في هذا الحفل وفي نقل الأمتعة وترتيبها حتى أُذنت المغرب فصليناها ثم عدت إلي بيت العائلة.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي عندما رأيت الدبابات تحتل شارع الكورنيش والحرائق تلتهم مبني الحزب الوطنى. وكنت أريد أن أتثبت من مصدر محايد فالتليفزيون لدينا لا يأتي إلا بالقنوات الحكومية (الأولى والثانية). وكانت القناة الأولى لاهم لها إلا باستقبال المكالمات الإستغاثية من رجال ونساء.. واكتفت القناة الثانية بعرض الأغاني الوطنية مع تثبيت الكاميرا على كوبري أكتوبر...


                                                  و للذكرى بقية...


والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق